أظهرت دراسة نُشرت حديثاً في مجلة "American Journal of Geriatric Psychiatry" أن الأشخاص الذين يمتلكون شعورا أقوى بالغاية من الحياة كانوا أقل عرضة للإصابة بالضعف الإدراكي والخرف بنسبة تقارب 28%، بعد متابعة أكثر من 13,000 شخص فوق سن 45 لمدّة وصلت إلى 15 عاما.
وتؤكد الدراسة أن النتائج تعكس "علاقة ارتباط"، لا سبباً مباشراً، إذ تقول الدكتورة روندا فوسكول، أستاذة طب الأعصاب في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس: "لا يمكن الجزم بما إذا كان الشعور بالغاية يقلّل خطر الخرف أم أن انخفاض أعراضه يمنح الأشخاص شعورا بالغاية".
لكنها تضيف أن التفاعل بين العاملَين معاً قد يرفع أو يخفض مستوى الصحة العقلية.
ويشير الدكتور جورج حناوي، المدير الطبي لخدمات المسنين في "MedStar Health"، إلى أنّ الشعور بالغاية يدفع الناس لممارسة سلوكيات صحية، مثل النشاط البدني، والنوم الجيد، والتواصل الاجتماعي، ما يقلّل العزلة والاكتئاب ويرفع القدرة على مواجهة الضغط النفسي، وهي عوامل معروفة بدعم صحة الدماغ.
وتوضح فوسكول أن الأشخاص الذين يشعرون بغاية يميلون إلى التفاعل مع محيطهم عقليا وجسديا، ما يعمل بمثابة "تمرين إدراكي" يحافظ على مرونة الدماغ.
وتضيف: "تغير المشاعر يؤثر في كيمياء الدماغ، تمامًا كما يؤثر القلب في تروية الدماغ".
أما عن كيفية إيجاد الغاية، فينصح الخبراء بالفضول وتجربة أشياء جديدة، وممارسة أنشطة تُحفّز الدماغ، مثل القراءة والألعاب الذهنية، والفن والموسيقى والرياضة الجماعية، والأنشطة الاجتماعية.
ويشير الدكتور حناوي إلى إمكانية غرس الشعور بالغاية حتى لدى المصابين بتراجع إدراكي، عبر الصور القديمة، والموسيقى، والذكريات.
ويجمع الخبراء على أنه ليس المطلوب إيجاد "رسالة كبرى"، بل الانخراط في أنشطة تمنحك شعورًا بالمعنى، فربما يكون دماغك في أمسّ الحاجة إليها.
