تتزايد الأبحاث التي تسلط الضوء على تأثير المكونات الغذائية الشائعة في الصحة، ومنها بدائل السكر التي يعتمد عليها كثيرون في نظامهم الغذائي.
وفي دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة كولورادو بولدر، تم الكشف عن تأثير مثير للقلق لأحد هذه البدائل الشائعة، وهو "الإريثريتول"، الذي يُستخدم في مشروبات الطاقة الخالية من السكر وألواح البروتين وبعض المنتجات الغذائية "الصحية".
ووجدت الدراسة أن تناول كمية من الإريثريتول، مماثلة لتلك الموجودة في مشروب طاقة واحد، أدى إلى زيادة مستويات الجزيئات المؤكسدة في الخلايا البشرية، وهو ما يُعرف بالإجهاد التأكسدي.
هذه الحالة تؤثر مباشرة في وظائف الأوعية الدموية والدماغ، بحيث تقلل إنتاج "أكسيد النيتريك"، وهو مركب ضروري يحافظ على توسع الأوعية الدموية وتدفق الدم بشكل صحي.
الدكتور أوبورن بيري، المعدّ الرئيس للدراسة من مختبر بيولوجيا الأوعية الدموية التكاملية، أشار إلى أن "الإريثريتول يُسوّق كخيار صحي، لكن نتائجنا البيولوجية تثير القلق"، مؤكدًا ضرورة إجراء مزيد من الدراسات لفهم تأثيره الطويل الأمد في الصحة، خصوصًا لدى الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة.
وفي تعليق مستقل، أوضح الدكتور توماس هولاند، أستاذ الصحة والشيخوخة في جامعة راش، أن هذه النتائج قد تساعد في تفسير العلاقة المحتملة بين المحليات الصناعية وبعض مشكلات القلب والتدهور المعرفي. وقال: "من الأفضل تقليل استهلاك الإريثريتول، خصوصًا بين الأفراد المعرّضين لخطر أمراض القلب أو اضطرابات الدماغ المرتبطة بتقدم السن".
ومن المقرر أن تُنشر نتائج هذه الدراسة الكاملة قريبًا في مجلة علمية متخصصة، بعدما عُرضت نتائجها الأولية في القمة الأمريكية لعلم وظائف الأعضاء في بالتيمور.