logo
بيئة ومناخ

دراسة تشكك بجدوى مشاريع تخزين ثاني أكسيد الكربون تحت الأرض

دراسة تشكك بجدوى مشاريع تخزين ثاني أكسيد الكربون تحت الأرض
19 يونيو 2023، 5:27 م

توصلت دراسة علمية حديثة إلى شكوك حول جدوى مشاريع تخزين ثاني أكسيد الكربون تحت الأرض.

وجاء في الدراسة، التي أجراها مركز أبحاث اقتصاديات الطاقة والتحليل المالي " IEEFA"، ونشرتها صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، أن "التقاط ثاني أكسيد الكربون عند منافذ محطات توليد الطاقة أو المصانع لتخزينه في الأعماق الجيولوجية ليس علمًا دقيقًا، وينطوي على عدد من المخاطر والشكوك بفعالية هذه التقنية لمكافحة تغير المناخ"، مستشهدة "بموقعي تخزين الكربون الجيولوجي النرويجيين اللذين يقدمان على أنهما الدواء الشافي لتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري".

ويعمل هذان المشروعان، اللذان تديرهما شركة النفط النرويجية "Equinor" منذ 1996 و 2008 على التوالي، على إعادة ضخ ثاني أكسيد الكربون الموجود بكميات زائدة في الغاز الطبيعي المستخرج محليًا في خزانات جيولوجية تقع على بعد عدة مئات من الأمتار تحت سطح البحر.

وتخزن هذه المواقع نحو 1.8 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا ، أو 22 مليون طن في المجموع منذ بدء التشغيل.

التقاط ثاني أكسيد الكربون عند منافذ محطات توليد الطاقة لتخزينه في الأعماق الجيولوجية ينطوي على مخاطر

وبحسب الدراسة، "ألهم نجاح المشروعين المزعوم بتطوير حوالي 200 مشروع لتخزين ثاني أكسيد الكربون في الخارج حول العالم ، التي تعد بحبس مئات الملايين من الأطنان من ثاني أكسيد الكربون تحت الأرض سنويًا"، متسائلة: "هل يمكننا الوثوق بهاتين الحالتين النرويجيتين باعتبارهما ناجحتين تمامًا ونماذج يجب اتباعها لإزالة الكربون من العالم"؟ وكانت الإجابة من قبل مؤلفي الدراسة: لا.

وأوضحت أن "مناطق سليبنر وسنوهفيت الواقعة تحت الأرض تعتبر من بين أكثر المساحات الجيولوجية التي تمت دراستها على هذا الكوكب، للبحث عن النفط والغاز ولكن أيضًا لتخزين ثاني أكسيد الكربون، لكنهم أشاروا إلى أنه "على الرغم من هذه الدراسات والتجربة ومرور الوقت، كان من الصعب التنبؤ بأمن واستقرار هذين الموقعين".

تحول غير متوقع للأحداث

خلصت الدراسة إلى أنه "كدليل على ذلك في 1999، بعد ثلاث سنوات تقريبًا من بدء عمليات التخزين في سليبنر، ارتفع ثاني أكسيد الكربون بالفعل من أدنى نقطة للحقن إلى الطرف العلوي للتكوين الجيولوجي وإلى طبقة ضحلة لم يتم تحديدها من قبل، ثم بدأ ثاني أكسيد الكربون المحقون بالتراكم في هذه الطبقة العليا بكميات غير متوقعة".

وأشارت إلى أنه "إذا لم يتم إغلاق هذه الطبقة غير المعروفة جيولوجيًا، فقد يكون غاز ثاني أكسيد الكربون المخزن قد تسرب، وفي سنوهفيت ظهرت المشاكل بعد ثمانية عشر شهرًا من عمليات الحقن، على الرغم من إجراء دراسات ميدانية وهندسية مفصلة مسبقًا، وأظهر الموقع الذي تم استهدافه للتخزين علامات مهمة على إطلاق ثاني أكسيد الكربون، حيث يشير الهيكل الجيولوجي إلى أنه كان من المفترض أن تكون لديه سعة تخزين لثاني أكسيد الكربون لمدة ثمانية عشر عامًا إلى أقل من ستة أشهر من الإمكانات".

وأفادت بأن "هذا التحول غير المتوقع في الأحداث أثأر حيرة العلماء والمهندسين أثناء التساؤل عن جدوى أكثر من 7 مليارات دولار في الاستثمار في تطوير الموقع والبنية التحتية لإسالة الغاز".

وبالنسبة لمؤلفي الدراسة، فإن كل مشروع لاحتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه هو جزء من سياق جيولوجي فريد، وأن مستوى التخزين الجيولوجي على موقع معين قد يتغير بمرور الوقت، حيث إنه من المطلوب باستمرار المراقبة والتوجيه عن كثب.

ووفقا للدراسة، فإن "التجربتين النرويجيتين تثيران التساؤل حول الجدوى التقنية والمالية طويلة المدى لمفهوم التخزين الجيولوجي للكربون الموثوق به".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC