اكتشف باحثون ظاهرة مقلقة في جزيرة "لورد هاو" في أستراليا، حيث ابتلع طائر "سابل شيرواتر"، كميات صادمة من البلاستيك.
وخلال دراسة حديثة، وجد العلماء طائرًا ميتًا يحتوي على 778 قطعة بلاستيك في معدته، متجاوزًا الرقم القياسي السابق البالغ 400 قطعة.
وتراوحت قطع البلاستيك بين أغطية الزجاجات إلى حاويات الطعام الجاهز، وكان بعضها كبيرًا مثل الأدوات البلاستيكية أو مشابك الملابس.
ويفترض أن الطيور البحرية تنقل البلاستيك إلى صغارها، معتقدةً أنه طعام، في أثناء صيدها في بحر تاسمان.
وأوضح الإيكولوجي أليكس بوند، الذي يدرس طيور الجزيرة منذ نحو عقدين، أن البلاستيك في بطون الطيور يصدر "صوتًا مؤلمًا عند الضغط عليه"، حيث يمكن سماع هذا الصوت في الطيور الأكثر تأثرًا في أثناء حياتها.
ووجد الباحثون أن بعض الطيور تحتوي على ما يصل إلى 60 جرامًا من البلاستيك في معدتها، وهو ما يمثل حوالي 20% من وزنها جسمها.
وأثار هذا الاكتشاف القلق بشأن أزمة التلوث بالبلاستيك العالمية المتزايدة التي تؤثر على الحياة البرية.
وحذر بوند من أن الوضع في جزيرة لورد هاو يعد بمنزلة "الكناري في منجم الفحم"، ما يعني أنه تحذير من التأثير البيئي الأوسع على الأنواع الأخرى في السنوات القادمة.
وأظهرت دراسة أجريت في عام 2023 أن المحيطات تحتوي الآن على أكثر من 170 تريليون قطعة بلاستيك، مع تزايد معدلات الإنتاج بسرعة.
وتفاقمت أزمة تلوث البلاستيك بسبب حقيقة أن البلاستيك يمكن أن يستغرق مئات السنين لتفكيكه، ما يخلق جزيئات البلاستيك الدقيقة التي توجد في كل مكان، حتى داخل أجسام البشر.
بالإضافة إلى ذلك، لاحظ الباحثون علامات مقلقة من التنكس العصبي في الطيور الصغيرة المعرضة للبلاستيك، ما يشير إلى أن تأثير البلاستيك على الحياة البرية أكثر اتساعًا مما كان يُعتقد سابقًا.
وتؤكد الدراسة ضرورة التعامل العاجل مع تلوث البلاستيك، حيث يمكن أن يكون حتى كميات صغيرة من البلاستيك لها عواقب شديدة على صحة الحياة البرية.