تشهد مناطق واسعة من الصين موجة حرّ غير مسبوقة في شهر أيّار، حيث تخطّت درجات الحرارة حاجز الـ 43 درجة مئوية، لتسجّل مستويات قياسية في عدد من المدن شمال البلاد ووسطها، وفقاً لهيئة الأرصاد الجوية الوطنية والتلفزيون الرسمي الصيني "سي سي تي في".
وسجلت مدينة تشنغتشو، عاصمة مقاطعة هينان التي يقطنها حوالي 13 مليون نسمة، الاثنين درجة حرارة بلغت 41 مئوية، في حين ارتفعت الحرارة في مدينة لانتشو شمالاً إلى 43.2 درجة، وسجّلت مدينة شاهي الصغيرة في مقاطعة خبي 42.9 درجة، ما يسلّط الضوء على تفاقم الظواهر المناخية القاسية في البلاد.
هذه الموجة الحارّة تأتي ضمن سلسلة من الأحداث المناخية المتطرّفة التي ضربت الصين خلال السنوات الأخيرة، والتي شملت موجات جفاف حادّة وأمطاراً طوفانية وفيضانات مدمّرة. ومع أن البلاد تُعدّ أكبر ملوّث في العالم بانبعاثات الغازات الدفيئة، إلا أنّها تبذل جهوداً متسارعة في مجالات الطاقة النظيفة.
فقد نجحت بكين، بحسب تصريحات رسمية، في تخطّي قدرة منشآتها من طاقة الرياح والطاقة الشمسية للمرّة الأولى قدرة المحطّات الحرارية المعتمدة أساساً على الفحم، وذلك خلال الربع الأوّل من عام 2025. وقد أسهم هذا التحوّل في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، رغم ارتفاع الطلب على الكهرباء.
لكن، وعلى الرغم من هذا التقدّم، يرى بعض الخبراء أن الصين لا تزال متأخرة في الوصول إلى أحد أهدافها المناخية الأساسية بحلول عام 2030، والمتمثّل في تقليص الكثافة الكربونية بنسبة 65٪ مقارنة بعام 2005.
حيث لا يزال الفحم يشكّل محوراً أساسياً في مزيج الطاقة الصيني، بعد ارتفاع إنتاجه من 3.9 مليار طنّ في عام 2020 إلى 4.8 مليار طنّ عام 2024. كما أطلقت الصين العام الماضي مشروعاً ضخماً لبناء محطّات توليد كهرباء بالفحم بطاقة 94.5 غيغاوات.
ورغم توقّعات بانخفاض درجات الحرارة نهاية الأسبوع، لتصل إلى نحو 15 درجة مئوية في بعض المناطق، تبقى التحذيرات قائمة من تداعيات التقلّبات المناخية المتزايدة، التي تؤكّد الحاجة إلى تسريع خطوات التحوّل نحو الطاقة النظيفة.