حذّر ناشطون بيئيون في أوغندا من خطر اندثار أشجار الشيا، المصدر الرئيسي لزبدة الشيا المعروفة باسم "ذهب النساء"، في ظل ازدياد عمليات القطع الجائر لتحويلها إلى فحم، وسط غياب فعّال للرقابة البيئية وبدائل الطاقة.
وفقا لتقرير نشرته صحيفة "بي بي سي" البريطانية، أكد مصطفى جيريما، مدرس أحياء سابق وناشط بيئي حالي، أن آلاف الأشجار في محمية "ماونت كاي" الطبيعية تحوّلت إلى جذوع هامدة خلال سنوات قليلة، نتيجة الفقر واعتماد السكان على الفحم كمصدر دخل أسرع من إنتاج الزيت.
وأشار جيريما، المعروف بلقبه "بوانا شيا"، إلى أن التغير المناخي لعب دوراً حاسماً في تفاقم الأزمة، عبر تقليص فترات الإزهار والإثمار لأشجار الشيا، مما أدى إلى تراجع كبير في إنتاج الزبدة التي تعتمد عليها مئات الأسر، خصوصاً النساء في المناطق الريفية.
من جهته، أوضح البروفيسور جون بوسكو أوكولو، الخبير الزراعي في جامعة "ماكيريري"، أن الحروب الأهلية والنزوح الواسع مطلع الألفية أفقد المجتمعات المحلية الشعور بالملكية الجماعية للموارد الطبيعية، ما سهّل استهداف الأشجار من أجل الربح السريع.
ورغم إصدار الحكومة الأوغندية قراراً في 2023 يحظر قطع أشجار الشيا، إلا أن تنفيذ القانون ما زال محدوداً، وسط استمرار الطلب المرتفع على الفحم في المدن، ما يتطلب حلولاً شاملة توفر بدائل طاقة مستدامة.
ودعا المختصون إلى تكثيف حملات التوعية، وتفعيل مشاريع التشجير، والاستثمار في تقنيات حديثة لتسريع نمو الأشجار، مؤكدين أن إنقاذ الشيا لا يرتبط بالبيئة فقط، بل بالحفاظ على نمط حياة وتراث اقتصادي وإنساني متجذّر في المجتمعات المحلية.