logo
منوعات

للمرة الأولى منذ قرون.. خان يونس تفتقد "قلعة برقوق" في رمضان (صور)

للمرة الأولى منذ قرون.. خان يونس تفتقد "قلعة برقوق" في رمضان (صور)
21 مارس 2024، 6:59 ص

بعد أن ظلت صامدة في وجه كل أنواع الحروب ومختلف أشكال الاحتلال والاستعمار، راسخة في جذور الخان الذي شيده الأمير يونس، غابت هذا العام وتركت خلفها الأحزان.. إنها "قلعة برقوق".

وتركت الحرب الإسرائيلية الجارية على قطاع غزة مدينة خان يونس مكلومة في شهر رمضان، على فراق القلعة الأثرية التاريخية التي لطالما كانت صامدة في وجه التاريخ والجغرافيا.

وللمرة الأولى منذ قرون، ورغم ما شهدته من ويلات على مر الدهور، تعيش مدينة خان يونس الواقعة جنوبي قطاع غزة حالياً أسوأ لحظاتها بعدما حلّ عليها شهر رمضان دون أن تشعر بالأمان لغياب بقايا قلعتها الشامخة.

وتعرضت القلعة وباقي مرافقها المتهالكة جراء القصف الإسرائيلي في كل حرب تفرضها إسرائيل على غزة، للدمار الجزئي، حتى حرب غزة الأخيرة، حيث قصفت إسرائيل القلعة ضمن مساعيها لمحو الماضي والحاضر.


01d3f827-6e4a-4a2c-8b22-a17b01ad03ec

فشهر رمضان في مدينة خان يونس ليس له مثيل في العالم، فقلعتها الصامدة منذ بنائها في القرن الرابع عشر الميلادي وتحديداً سنة 1387 تمنح المنطقة طعماً فريداً لا يمكن نسيانه مهما طال الزمن والبعد.

وكانت قلعة برقوق، التي شيدها الأمير يونس بن عبد الله النورزي الداودار، بناءً على طلب من السلطان برقوق مؤسس دولة المماليك البرجية، الحامي الأمين للمدينة مع الجامع الكبير، المقابل لها، وهما أبرز المعالم الأثرية في قطاع غزة.


94dab5ee-3f1a-46c0-8760-a02c4192e126

وبنيت القلعة على شكل مجمع حكومي كامل، وهي حصينة متينة عالية الجدران، وفيها مسجد وبئر، وأقيم فيها نزل لاستقبال المسافرين، وإسطبل للخيول، وتوجد على أسوار القلعة أربعة أبراج للمراقبة والحماية.

وكان يقيم في القلعة حامية من الفرسان وإلى وقت قريب حتى 1956 كانت معظم مباني القلعة الداخلية موجودة، ولكنها اندثرت تدريجياً.


0c0e8377-ca17-40ed-aece-2ec6bcae348c

وبقيت إحدى بوابات "قلعة برقوق" والمئذنة إضافة إلى أجزاء من سور القلعة، شاهدة على عظمة هذا الأثر التاريخي المهم.

وعلى مدار أكثر من 632 عاماً كانت "قلعة برقوق" حاضرة في كل شهر رمضان، تحتضن الأسواق الشعبية.


6652f958-8b13-403d-a37a-dc26ed50646d

ويجتمع التجار في جنبات ساحة القلعة، ويستقر في أحضانها الباعة طوال الشهر الفضيل، في الشوارع والأزقة المحيطة بها، لتطل على ما هو أشبه بالكرنفال الرمضاني المعتق بعبق التاريخ.

ومع الحرب الإسرائيلية الأخيرة على حركة حماس قام الجيش الإسرائيلي بقصف قلعة برقوق وتدمير الجامع الكبير، ليتساوى الحجر بالتراب، ويصبح التاريخ ذكريات ليس لها مكان على أرض الواقع إلا أحاديث أهل الخان.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC