انسحاب وزراء الثنائي الشيعي من جلسة الحكومة اللبنانية قبل مناقشة بند حصر السلاح
وسط أجواء تاريخية وروحانية فريدة، تستعد مدينة الأقصر بصعيد مصر اليوم الخميس، لتنظيم واحدة من أكبر موائد الإفطار الرمضانية في البلاد، والتي من المنتظر أن تستقطب آلاف المشاركين من مختلف الفئات المجتمعية.
المائدة، التي تُقام تحت شعار "الأقصر بخير والبداية غير"، تأتي بمبادرة من شباب المدينة وتنعقد في ساحة سيدي أبي الحجاج الأقصري، حيث يلتقي التاريخ بالحاضر، إذ تحتضنها صروح معبد الأقصر الفرعوني، ويشرف عليها المسجد العريق الذي يعود تاريخه إلى أكثر من ثمانية قرون.
مائدة بلا شعارات.. وتلاحم مجتمعي
أكد الدكتور مصطفى حرزالله، عضو اللجنة المنظمة، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية، أن المائدة تجسد روح التكافل بين أهل الأقصر، حيث يشارك في تنظيمها مسلمون وأقباط على حد سواء، دون أي انتماءات سياسية أو مؤسسية، مشددًا على أنها "عمل جماعي خالص لأهل المدينة كافة".
وأوضح أن ساحة سيدي أبي الحجاج شهدت خلال اليومين الماضيين استعدادات مكثفة، استعدادًا لاستقبال الحشود التي ستتقدمها شخصيات رسمية، من بينهم المهندس عبدالمطلب عمارة، محافظ الأقصر. وأضاف أن الهدف الأساسي من هذه الفعالية هو تعزيز أواصر المحبة والتآخي بين الأهالي، وإضفاء أجواء رمضانية دافئة من خلال اجتماع الجميع على مائدة واحدة في موقع أثري عريق.
تقاليد ممتدة منذ قرون
تعتبر هذه المائدة جزءًا من التقاليد الرمضانية العريقة في الأقصر، حيث تشهد المدينة خلال الشهر الفضيل العديد من موائد الإفطار الشهيرة، مثل تلك التي تُقام في الساحة الرضوانية، وساحة الشيخ أحمد مرتضى، والساحة الجيلانية، وساحة الشيخ الطيب، مسقط رأس فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر.
وتعود جذور موائد الرحمن في مصر إلى العهد الفاطمي، حيث تشير المصادر التاريخية إلى أن العزيز بالله الفاطمي، خامس الخلفاء الفاطميين، كان أول من أقام مائدة إفطار عامة في البلاد، وذلك لإطعام المصلين في جامع عمرو بن العاص وأهالي مدينة الفسطاط، حيث قُدّمت حينها آلاف الأواني المليئة بالطعام للصائمين.
واليوم، تستمر هذه العادات في مدن مصر المختلفة، لترسم صورة من صور التلاحم الاجتماعي والكرم الذي يميز الشهر الكريم.
