وجد رجل كوري جنوبي نفسه وسط معركة قانونية تاريخية بعد انتقاده مظهر فرقة البوب الكورية "بلايف" التي تتكون من خمسة أفاتارات رقمية. وتختلف فرقة "بلايف" عن المجموعات المولدة بالذكاء الاصطناعي التقليدية، إذ إن أعضاءها: ييجون، ونوح، وبامبي، وأونهُ، وها مين، هم نماذج رقمية لأداءات فنانين حقيقيين تم تسجيلها بتقنية التقاط الحركة. وهذا التكوين الفريد خلق حالة غامضة بين النقد الافتراضي وتأثيره على سمعة الأشخاص الحقيقيين؛ ما أدى إلى رفع دعوى قضائية مثيرة للجدل.
وبحسب موقع "أوديتي سنترال" وفي يوليو 2024، نشر الرجل المجهول تعليقات سلبية على منصة إكس حول مظهر أعضاء "بلايف". وردت الشركة المسؤولة عن الفرقة برفع دعوى تطالب بتعويض قدره 6.5 مليون وون (حوالي 4700 دولار) لكل عضو، مدعية أن هذه التعليقات ألحقت أضرارًا بسمعة الفنانين الحقيقيين وراء الأفاتارات الرقمية. ورغم إصرار المتهم على أن نقده كان موجها فقط للأفاتارات الافتراضية، أكد المدعون أن هذه الإهانات أثرت على الأشخاص الحقيقيين الذين تمثلهم هذه الصور الرقمية.
وأثارت القضية تساؤلات جديدة حول الهوية والحقوق في العصر الرقمي. وأكدت المحكمة الكورية أهمية الأفاتارات في زمن الميتافيرس، مشيرة إلى أن الأفاتار ليس مجرد صورة رقمية، بل هو وسيلة تعبير عن الذات وهوية المستخدم وطريقة تواصله مع المجتمع.
في النهاية، حكمت المحكمة بتخفيف التعويض من 6.5 مليون وون إلى 100 ألف وون (حوالي 72 دولارا) لكل عضو في الفرقة. ومع ذلك، استأنفت الشركة القرار، معتبرة أن هذه القضية تمثل سابقة قانونية مهمة في القضايا المتعلقة بالأفاتارات الرقمية.
واتفق الخبراء القانونيون على غرابة القضية، لكنهم أكدوا أهميتها، حيث رسم الحكم سابقة قانونية تفيد بأن إهانة الأفاتار الرقمي تعادل إهانة الشخص الحقيقي الذي يقف وراءه؛ ما يمنح هؤلاء الأشخاص حقا قانونيا في حماية سمعتهم والمطالبة بتعويض مالي.