أحيا البابا ليو الرابع عشر، يوم الأحد الـ20 من يوليو 2025، الذكرى السادسة والخمسين لهبوط الإنسان على سطح القمر، من خلال زيارة مرصد الفاتيكان في كاستل غاندولفو، وإجراء اتصال هاتفي مع رائد الفضاء الأمريكي باز ألدرين، الذي شارك في مهمة "أبولو 11" عام 1969.
وتُعد هذه الزيارة الأولى للبابا إلى المرصد منذ انتخابه في مايو الماضي خلفًا للبابا فرنسيس. وجاءت بعد تلاوته صلاة التبشير الملائكي في المقر الصيفي البابوي.
وخلال الجولة، اطلع البابا على التلسكوبات المستخدمة في الأبحاث الفلكية التي يجريها المرصد، ورافقه عدد من علماء الفلك وطلاب مشاركين في المدرسة الصيفية التابعة للمركز. وتأتي هذه الزيارة في سياق اهتمام الفاتيكان المتواصل بالجمع بين الإيمان والعلم.
وفي وقت لاحق من اليوم، تحدث البابا هاتفيًّا مع باز ألدرين، البالغ من العمر 95 عامًا، واسترجع معه لحظات الهبوط التاريخي على سطح القمر. وكتب البابا عبر حسابه في منصة "إكس": "بعد 56 عامًا من هبوط أبولو 11، تحدثت الليلة مع رائد الفضاء باز ألدرين. شاركنا معًا ذكريات إنجاز عظيم، وشهادة على براعة الإنسان، وتأملنا في أسرار الكون وعظمة الخالق".
ونشر الفاتيكان صورًا للبابا وهو يتأمل السماء باستخدام تلسكوب ضخم، في مشهد يرمز إلى العلاقة المتناغمة بين الإيمان والعلم.
ويُعد مرصد الفاتيكان أحد أقدم المراصد الفلكية في العالم، وقد تأسس رسميًّا عام 1891 في عهد البابا ليو الثالث عشر، استكمالًا لمبادرة سابقة أطلقها البابا غريغوري الثالث عشر خلال القرن السادس عشر لدراسة آثار إصلاح التقويم.
ويواصل المرصد اليوم دوره في إجراء أبحاث فلكية متقدمة، ويضم مجموعة بارزة من النيازك، بينها عينات نادرة من كوكب المريخ؛ ما جعله مرجعًا علميًّا مهمًّا.
ويعكس اهتمام البابا ليو الرابع عشر بالفضاء نهج أسلافه، إذ سبق للبابا بنديكتوس السادس عشر أن تواصل مع رواد محطة الفضاء الدولية عام 2011، كما بعث البابا بولس السادس برسالة تهنئة إلى رواد "أبولو 11" بعد عودتهم من القمر، واصفًا إياهم بـ"غزاة القمر".