برز اسمها في الآونة الأخيرة بقوة بعد أن تألقت في العديد من الحفلات، عالمياً وعربياً، باعتبارها أول امرأة سورية تقود الأوركسترا، "مايسترو"، في العديد من المناسبات، وتحقق إنجازاً لافتاً على صعيد مآثر ونجاح السوريات في مختلف المواقع والمجالات.
تخرجت غادة حرب في المعهد العالي للموسيقى بدمشق 1999، تخصص غناء وعزف على آلة الفلوت، إلا أن انشغالها بالزواج وتربية الأطفال جعل بدايتها الفعلية تتأخر حتى 2009، حيث اقتحمت فن الغناء الأوبرالي، وتعلمت أصوله على يد مغنية الأوبرا السورية آراكس شيكيجيان.
تدربت، لاحقاً، على قيادة الجوقة تحت إشراف الخبير الروسي فكتور بابنكو حتى وجدت نفسها تطرح السؤال الذي غير مسيرتها إلى الأبد: لماذا كل قائدي الجوقات في سوريا من الذكور، أشعر أنه بإمكاني أن أفعل الشيء نفسه".
في 2016، كانت انطلاقتها الكبرى حيث أسست "كورال غاردينيا" وهي فرقة نسائية موسيقية تميزت بتقديم ألوان مختلفة تتنوع بين الكلاسيك والجاز والشرقي، كما قدمت أعمالاً بالإنجليزية، والألمانية، واللاتينية، والإيطالية، والإسبانية، في العديد من العواصم العالمية.
أبدت الفرقة اهتماماً خاصاً بالفولكلور الوطني، وقدمت "أغاني العروس" في سوريا بلغات مختلفة، منها: العربية، والسيريانية، والكردية، والأرمينية، والشركسية، ما جعلها تصبح عنواناً للتسامح والانفتاح.
هذا النجاح أهلها فيما بعد لتكون أول قائدة جوقة، رسمياً، بدار الأوبرا السورية، لتواصل عطاءها الذي بلغ ذروته، في العام 2023، حيث قدمت أكثر من 50 حفلاً بالوطن العربي، لكنها قررت في هذا التوقيت الرحيل إلى كندا بصحبة أسرتها بسبب تصاعد مخاطر الحرب والعمل داخل سوريا آنذاك.
أبهرت الكنديين بعروض فرقتها الجديدة التي أسستها من هناك وحملت اسم "أصالة"، حيث قدمت روائع الطرب العربي الأصيل النابع من خصوصية حضارية لافتة، مثل: الموشحات، والمواويل الجبلية، والحواريات.
ولا تستبعد غادة حرب إمكانية العودة مستقبلاً إلى سوريا حال استقرار الأوضاع، كما توجه في هذا السياق رسالة إلى الحكومة الجديدة في دمشق بأنها عليها دعم مواهب البلاد في الموسيقى والغناء والفن عموماً، باعتبار أن "الفن سيظل أحد المكونات الجوهرية للشعب السوري".