يواجه العديد من الآباء تحدي إصرار الأطفال الصغار على ارتداء الملابس نفسها يوما بعد يوم؛ ما يؤدي إلى الإحباط في بعض الأحيان.
وبهذا الخصوص يقول الخبراء لموقع "بيرنتس" المهتم بتربية الأطفال، إن هذا السلوك هو جزء طبيعي من نمو الطفل. إذ يجد الأطفال الصغار في مرحلة ما قبل المدرسة الراحة في الأشياء المألوفة، وارتداء الملابس نفسها هو وسيلة لتحقيق الاستقرار في عالمهم غير المتوقع.
كما تشرح الدكتورة النفسية أليشا جودمان،أن التماثل مريح ويساعد في تقليل الحمل الزائد الحسي بينما يتعامل الأطفال مع تجارب جديدة.
وأضافت "يعكس هذا الميل أيضا استقلالهم المتزايد. ففي هذه المرحلة، يتعلم الأطفال تأكيد استقلالهم وهويتهم، واختيار ملابسهم هو واحد من أولى الطرق التي يعبرون بها عن السيطرة. على الرغم من أنه قد يبدو كمعركة، فإن السماح لهم بارتداء ملابسهم المفضلة يمكن أن يعزز شعورهم بالأمان ويدعم تعبيرهم عن الذات".
ومع ذلك، فإن المقاومة للملابس الجديدة غالبا ما تنبع من الرغبة في السيطرة. كما تشير الدكتورة ميكي لي إليمبابي، فإن الأطفال الصغار في مرحلة يسعون فيها للحصول على فرص لاتخاذ القرارات، والملابس هي أحد المجالات التي يمكنهم من خلالها ممارسة تلك السيطرة. وقد تسهم الحساسيات الحسية، مثل عدم الراحة بسبب بعض الأقمشة، أيضا في مقاومتهم.
وبينما يعد من الطبيعي أن يكون لدى الأطفال تفضيلات قوية للملابس، يجب على الآباء أن يكونوا على دراية بأي سلوكيات تتجاوز التطور الطبيعي. فعلى سبيل المثال، قد تشير النوبات المستمرة من الغضب أو رفض ارتداء أي شيء سوى زي معين إلى مشاكل أساسية مثل القلق أو تحديات معالجة الحواس. إذا تسببت هذه السلوكيات في ضائقة كبيرة أو أعاقت الأداء اليومي، فقد يكون من المفيد استشارة طبيب أطفال أو اختصاصي نفسي للأطفال.
الحل
ولتسهيل معارك الملابس، يقترح الخبراء منح الأطفال الصغار خيارات، والتخطيط المسبق، وتحديد التوقعات بوضوح، وتحويل ارتداء الملابس إلى لعبة. كما يمكن أن يساعد التعزيز الإيجابي، مثل مخططات المكافآت، في تشجيع التجارب الجديدة مع الملابس.
في النهاية، فإن فهم سبب إصرار الأطفال الصغار على ارتداء الملابس نفسها يمكن أن يجعل هذه اللحظات أقل إجهادا لكل من الآباء والأطفال.
