صحة غزة: الهجمات الإسرائيلية في الساعات الـ24 الماضية قتلت 68 شخصا وأصابت 362 آخرين
يبدو أن صناع مسلسل "جودر" الذي يستلهم قصص ألف ليلة وليلة قد حسموا قراراهم بتقديم جزء ثالث من المسلسل الرمضاني الذي حقق نجاحًا لافتًا وأعاد الألق للدراما التاريخية التراثية، لكن الأمر ليس كذلك بالنسبة لبطل العمل الفنان ياسر جلال.
وكان ياسر جلال محقًا حين عبّر في بث حي عبر صفحته بموقع "فيسبوك" عن أنه لا يزال يدرس إمكانية أن يستمر في لعب البطولة في الجزء الجديد من عدمها، معتبرًا أن المسلسلات التاريخية تنطوي على تحد صعب وتحتاج إلى تركيز خاص.
وتواجه مسلسلات الأجزاء عادة خطر الملل الذي قد يصيب الجمهور واحتماله انصرافه عنها بحثًا عن الجديد والمثير، ما يجعل صناعها يعصرون أدمغتهم بحثًا عن مفاجآت مبهرة في كل جزء جديد يقدمونه، وهو ما يضعهم في حالة من الضغط والتوتر.
ولعل من أقوى الأمثلة في هذا السياق والتي يعتبرها كثيرون بمثابة ناقوس خطر ودرس ينبغي الاستفادة منه مسلسل "الكبير أوي"، لأحمد مكي، والذي تصدر نسب المشاهدة كأفضل عمل كوميدي رمضاني في أكثر من موسم، لكنه فشل جماهيريًا ونقديًا وكان موضع هجوم حاد في آخر موسمين.
وحقق "جودر" في جزأيه نجاحًا كبيرًا بسبب طبيعة القصص المشوقة التي قدمها، مع إمكانات بصرية مبهرة على صعيد التصوير والخدع والجرافيك، فضلًا عن أداء فريق التمثيل.
وتحوّل المسلسل في جزئه الأول إلى مفاجأة الموسم الرمضاني بامتياز، حيث لم يكن يتوقع أشد المتفائلين أن يقفز العمل إلى موقع الصدارة من حيث المتابعة والإشادة، جماهيريًا ونقديًا، خاصة أنه عمل تاريخي يشتغل على "ثيمة" مستهلكة هي أجواء "ألف ليلة وليلة" التي ظن البعض خطأ أنه لم يعد بمقدورها أن تقدم الجديد.
على مستوى الحكاية والأحداث، نجح السيناريست أنور عبد المغيث في خلق أجواء من "التشويق" والأحداث المتصاعدة التي تحبس الأنفاس على نحو يليق بمسلسل قصير مكون من 15 حلقة فقط دون إطالة أو ثرثرة جانبية لمجرد ملء الحلقات.
ويعود المسلسل إلى فكرة الصراع بين الخير والشر في صورتهما الأولى الناصعة القوية من خلال قوى أسطورية وقدرات خارقة تجعل المواجهة بينهما مثيرة وجولات النزال محتدمة بين فريق الأشرار ويمثله الجن الخبيث وفريق الأخيار ويمثله شيخ صوفي صاحب كرامات، قدّم شخصيته باقتدار لافت عبد العزيز مخيون، بمعاونة بعض الطيبين من الجن كذلك.
ومن الواضح للغاية أن صناع المسلسل على مستوى الحبكة المشوقة واللغة البصرية المبهرة قد استفادوا للغاية من سلسلتي أفلام "هاري بوتر" على صعيد قوى السحر ووصفاته وتعاويذه و"سيد الخواتم"، على مستوى الحروب الفانتازية الخارقة للطبيعة بصبغة ملحمية قتالية.