يصادف اليوم 18 يوليو ذكرى رحيل الكاتبة الإنجليزية جين أوستن ذات الشعبية التي لم تخفت حتى الآن، لكونها "رائدة الكتابة النسوية حول العالم"، رغم وفاتها قبل أكثر من 200 عام وتحديدا في 1817.
تعددت إبداعات أوستن مثل "العاطفة والعقل"، "إقناع"، "إما"، لكن تظل "كبرياء وتحامل"، التي استلهمتها السينما والدراما التلفزيونية مرارا أشهر أعمالها الروائية على الإطلاق التي وجهت فيها للمرة الأولى انتقادات لاذعة لما أصبح يسمى فيما بعد بـ "المجتمع الذكوري".
تبرز الرواية حالة النفاق والأكاذيب المتفشية لدى طبقة النبلاء من الأثرياء وكيف تتميز نظرتهم للآخرين بالاستعلاء والغرور، لا سيما النساء اللواتي يعدهن مجرد "زينة" في حياتهم و"شرا لا بد منه" أحيانا عبر الزواج وتكوين الأسرة.
وتهاجم المؤلفة "العقلية الرجالية" التي جعلت النساء في ذلك العصر كائنات بلا قيمة، حيث لا وزن لعقليتهن أو حساباً لشخصيتهن إلا في حالة واحدة فقط هي أن يتزوجن أحد الأثرياء، فتختلف حياتهن فجأة ويحظين بالتقدير من أطياف المجتمع كافة، كما يعرفن الأمان المادي للمرة الأولى.
ولدت جين أوستن عام 1775 لعائلة كبيرة ومحبة، فقد شجعها والدها على استخدام مكتبة الأسرة وهي في سن مبكرة للغاية لممارسة القراءة والكتابة، وهو ما أسهم في إشعال مخيلتها حتى إنها كتبت روايتها الأولى وهي لا تزال طفلة في سن 12 عاما.
والمفارقة الصارخة أن جميع أعمالها تدور حول عوالم النساء وقصص الحب والخطوبة، كما يشكل الزواج حجر الزاوية في مؤلفاتها لكونه غاية في حد ذاته، لكنها هي نفسها لم تتزوج ورحلت مبكرا عن عمر ناهز 42 عاما بعد أن تركت بصمة خالدة في عالم الرواية النسوية.