logo
منوعات

"مراهق العائلة".. قنبلة موقوتة في غرف نوم الأبناء

"مراهق العائلة".. قنبلة موقوتة في غرف نوم الأبناء
بوستر مسلسل مراهق العائلةالمصدر: نتفليكس
16 أبريل 2025، 9:32 ص

مراهق يبلغ من العمر 13 عامًا يسهر حتى ساعة متأخرة من الليل وهو يوصد غرفة نومه بإحكام عليه حتى ينعزل تمامًا عن محيطه العائلي ويتخفف من رقابة الوالدين، بينما هو غارق تمامًا في تصفح مواقع ومنصات عبر هاتفه المحمول دون أن يعلم أحد شيئًا عن محتواها. 

يعد هذا المشهد مثالًا دالًّا وجديرًا بالتأمل ضمن أحداث مسلسل "مراهق العائلة" الذي تصدَّر الاهتمام مؤخرًا لدى متابعي شبكة "نتفليكس"، بما تضمنه من عرض معمق للأزمات النفسية والاجتماعية التي تنتاب الأبناء في تلك المرحلة العمرية المحفوفة بالمخاطر.

ويركز العمل على معضلة فترة المراهقة وأهمية ذكاء الوالدين في التعامل معها، فالرقابة المباشرة على الأبناء ربما تؤدي إلى نتائج عكسية، كما أن ترك الحبل لهم على الغارب يعني الرغبة في عدم إنقاذهم من الأزمات العاصفة. 

"جيمي"، جسد شخصيته أوين كوبر، فتى شديد الذكاء والتمرد، تعرض لنوع غريب من التنمر من جانب زميلاته في المدرسة، ولا سيما "كاتي"، حيث كن يؤكدن له أنه قبيح الملامح ولا يمكن أن تحبه إحداهن، سواء الآن أو في المستقبل.

أخبار ذات علاقة

فيلم مراهق العائلة

"مراهق العائلة".. لماذا تحول مسلسل "نتفليكس" الجديد لناقوس خطر عالمي؟

ورغم حُسن ملامحه، فإن الصبي ينساق وراء المكائد الصغيرة ويصدق فعلًا أنه قبيح وأن "العزوبية القسرية" سوف تكون مصيره، بمعنى أنه سيظل طوال عمره بلا تجارب عاطفية سواء حب أو زواج. 

جاءت بداية المسلسل قوية من خلال مشهد مخيف لاقتحام قوات الشرطة البريطانية المدججة بأسلحتها المميتة لمنزل هادئ جميل يسكنه ولد صغير السن متهم بقتل زميلته، وفق مقطع فيديو له وهو ينهال عليها طعنًا بالسكين. 

في البداية، ينكر "جيمي" كل التهم المنسوبة إليه وتتأرجح مشاعر المشاهدين بين التعاطف والحذر إزاء ما يحدث عبر أربع حلقات طويلة تتجاوز الواحدة منها ساعة كاملة تتعمق في عالم الطلبة المراهقين، وكيف يتم التلاعب بهم عبر منصات التواصل الاجتماعي، ولا سيما "إنستغرام" و"فيسبوك".

أخبار ذات علاقة

مراهل العائلة

تركيا.. مراهق يقتل صديقته بالتزامن مع عرض "مراهق العائلة"

وتكمن رسالة المسلسل الأساسية في أنه لا يوجد بريء في أزمات الأبناء الصغار الطاحنة، الكل مذنب ويتحمل المسؤولية بدرجة أو بأخرى: الأب، جسد شخصيته ستيفن جراهام، المشغول بعمله حتى الثمالة والأم، جسدت شخصيتها كرستين تريماركو، التي ترى علامات التحذير تتوالى وتغمض عينيها، وكذلك المدرسون الذين يهملون جرس الإنذار حين يطالعون الحالة النفسية والاجتماعية للطلبة.

وتمتد دائرة الإدانة لتشمل مواقع التواصل الاجتماعي التي تحولت إلى سجن للبراءة ومحفز للتنمر، بل إن الشرطة مدانة حين تتعامل أحيانًا بلا مبالاة مع جرائم الصغار وتعتبرها فعلًا روتينيًّا. 

واعتمد المسلسل البريطاني الذي يمكن تصنيفه كدراما تمزج بين الجريمة والقضية الاجتماعية، إخراج فيليب بارانتيني وجاك ثورن وستيفن جراهام، على الحوارات المطولة بين الأبطال، مع التصوير بكاميرا واحدة، لإضفاء مزيد من التوتر والواقعية على الأحداث.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC