logo
منوعات

المقياس عدد المتابعين.. كيف أطاحت مواقع التواصل بـ"الإبداع"؟

المقياس عدد المتابعين.. كيف أطاحت مواقع التواصل بـ"الإبداع"؟
شخص يستخدم مواقع التواصل الاجتماعيالمصدر: مواقع التواصل الاجتماعي
10 نوفمبر 2024، 12:41 م

أطاحت وسائل التواصل الاجتماعي بالمعايير النقدية، وبات من الشائع أن يُواجَه الفرد بسؤال: "كم عدد متابعيك على إنستغرام؟"، ليصبح هذا الرقم مؤشرًا للحكم عليه، ومقياسًا غير عادل للمقارنة بين أشخاص لهم خلفيات وأدوار مختلفة.

تأخذ صفحات إنستغرام وفيسبوك، مثالين، يبينان التباين اللافت في أعداد متابعي الشخصيات العامة، فالمخرج المعروف ليث حجو يتابعه على فيسبوك 320 ألف شخص، بينما تصل أعلى إعجابات منشوراته إلى 5000 فقط.

أما الباحث والمفكر فراس السواح، فله على المنصة ذاتها 8205 متابعين، ولا تتجاوز منشوراته 100 إعجاب، وكذلك الشاعر أسعد الجبوري، الذي لديه 8400 متابع مع معدل إعجاب يصل إلى 50.

أخبار ذات علاقة

تعبيرية

يهزؤون بالسوشيال ميديا.. ويبدعون في الظل

وفي عالم موقع "إنستغرام"، نرى أعدادًا ضخمة لمتابعي مشاهير مثل سلاف فواخرجي (3.3 مليون)، وتيم حسن (4.5 مليون)، بينما يحظى بسام كوسا بـ182 ألف متابع.

وتتراوح أعداد المتابعين لدى نجوم الغناء مثل مايا دياب (15.5 مليون) ونانسي عجرم (2.3 مليون)، بينما تصل أعداد متابعي كارلا حداد إلى 1.2 مليون.

ويثير هذا التفاوت تساؤلات حول شرعية هذه الأرقام كمعيار نقدي في تقييم السوية الإبداعية أو أهمية محتوى الشخصيات العامة، فيتساءل الشاعر وديع سعادة: "هل يمكن القول إن أعداد الإعجابات دليل على قيمة الشخص الإبداعية؟"

ويعزو سعادة هذه الظاهرة إلى تدهور الذائقة العربية، قائلاً إن انتشار الفنون الاستهلاكية هو نتيجة طبيعية لابتعاد العرب عن الفلسفة والفكر.

أخبار ذات علاقة

شعار فيسبوك

لجذب جيل الشباب.. فيسبوك تطرح ميزات جديدة

وترى الشاعرة ميسون أسعد أن جمهور الثقافة الاستهلاكية يشير إلى "تصحر أصاب الثقافة والذائقة العربية".

وتضيف في حديثها لـ"إرم نيوز" أن أعداد المتابعين لا تصلح لإطلاق أحكام نقدية، فبينما تكتسب الثقافة السطحية جماهيرية، يبقى متابعو الثقافة العميقة نخبةً ذات تأثير نوعي.

أما الناقد الفني محمد عبد الرحمن، الذي يتابعه 75 ألف شخص، فيقول إن متابعيه جاءوا نتيجة عمل شاق، ويؤكد أن تفاعلات المتابعين لا تعكس أهمية العمل فعليًا، بل قد تكون مدفوعة بالتعاطف واللحظة العابرة.

الناقد الفني محمد عبد الرحمن

ويضيف أن تأثير الأعمال الموسمية، كدراما رمضان، يتلاشى بعد انتهاء العرض، بينما يبقى العمل الجيد راسخًا.

السؤال إذا، هل تسهم السوشيال ميديا في نشر ثقافة الاستهلاك عبر مكافأة الحسابات الأكثر متابعة؟ أم أنها تشجع على السعي إلى المحتوى السطحي لأجل الربح؟

في هذا السياق، يقترح الشاعر أحمد سبيناتي أن دعم الثقافة الجادة بوسائل مرئية وسمعية قد يجذب المتابعين إليها، دون مطالبة الناس بمتابعة محتوى جاد على نحو مباشر.

ربما يتطلب الأمر إعادة تصنيف الجمهور بحسب اهتماماته؛ فجمهور الدراما الموسمية يختلف عن جمهور الأدب، والجمهور العادي لا يتماهى مع المتابعين المهتمين بالفنون الجادة. ولكن، تبقى مشكلة هذا التفاوت في إمكانية طغيان شريحة كبيرة على أخرى ذات قيمة فكرية أعلى.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC