عادت مهرجانات بعلبك الدولية بحفلاتها الساهرة ولياليها الفنية إلى التألق مرة أخرى في دلالة على عودة الحياة إلى طبيعتها تدريجيا في لبنان الذي عاش أوقاتا عصيبة خلال الأشهر الماضية على وقع القصف والغارات.
وبحسب وكالة "رويترز"، اخترق الصوت الأوبرالي هياكل وأعمدة معبد باخوس مساء الجمعة في افتتاح دورة هذا العام بالعرض العالمي "كارمن" للفرنسي جورج بيزيه وسط حضور كبير من الجمهور والفنانين وكبار المسؤولين.
وقال رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام الذي كان حاضرا في الافتتاح، "هذه الحياة تعود الى لبنان، وهذا البلد طول عمره يحتضن المهرجانات التي تعبر عن الفن والثقافة وعن الإبداع الموجود لدينا، وأنا أرى اليوم أن الأجواء ممتازة".
وأضاف "اللبنانيون جاءوا من مختلف المناطق، وهناك أهل بعلبك وأيضا الأجانب، وهذا أحلى إطار.. شوفوا بعلبك ما أحلاها ومضواية".
وحتى نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي كانت هياكل بعلبك وأعمدتها الأثرية واقعة تحت خطر حرب اقتربت نارها من صروحها التاريخية.
واختارت لجنة مهرجانات بعلبك هذا العام شعار (أعمدة الخلود) للتأكيد على "تجذر المعابد بالأرض ورفض زوالها كجوهرة أثرية مدرجة على لائحة التراث العالمي لليونسكو" كما قالت رئيسة المهرجانات نايلة دي فريج.
وخلال افتتاحها سهرة المهرجان قالت نايلة "نحن مستمرون حتى حين تسقط الضربات الإسرائيلية في محافظة بعلبك، وردنا ليس بالصمت بل بالإبداع، ليس بالخوف بل بالموسيقى، وسنقدم كارمن بنكهة لبنانية، تلك المرأة التي تغني للحرية وصوتها يصل إلى كل مكان يعاني بصمت ويقاوم الخوف والجوع والظلم في مختلف أنحاء هذا الشرق وفي رسالة إنسانية واحدة".
وجمعت أوبرا كارمن العالمية نحو 250 فنانا من العازفين والمغنين والراقصين على مدرج معبد باخوس تحت إدارة المخرج اللبناني جورج فيليب تقلا.
وكانت أحلام تقلا عام 1974 تتجسد في تقديم عمل مسرحي على مدارج بعلبك مع المخرج الأمريكي بوب ويلسون لكن الحرب الأهلية في العام التالي هزمت حلمه فهاجر إلى البرازيل لبناء مسيرته الفنية.
واختار تقلا العودة إلى لبنان عبر أوبرا سبق وأن عمل عليها في الخارج.
وأوبرا (كارمن) هي مسرحية ألفها جورج بيزيه بالفرنسية مكونة من أربعة فصول وعرضت أول مرة في المسرح الوطني للأوبرا المسرحية في باريس عام 1875.
وتحكي المسرحية قصة كارمن التي تجسد المرأة الحرة المستقلة التي تغوي الرجال وتثير الغيرة بينهم وتنتهي دراميا إلى نهايات مأساوية.