حصل فيلم "منات عيشاتة"، الذي عُرض ضمن فعاليات الدورة الـ25 للمهرجان الوطني للفيلم المقام حاليا بمدينة طنجة شمالي المغرب، على إشادة واسعة، لا سيما أن العمل أبرز خصوصية وثراء التراث الموسيقي في البلاد عبر الأجيال.
ويروي الفيلم قصة تجمع بين ما هو "إنساني" وما هو "فني" من خلال تاريخ فرقة "منات عيشاتة" الموسيقية، التي تولت مسؤولية نقل التراث الموسيقي التقليدي إلى الأجيال الجديدة في مهمة نبيلة ومؤثرة شرحتها إحدى فنانات العائلة وهي سلم يمدح.
ونشأت عضوات الفرقة منذ الصغر على إيقاعات الأناشيد التراثية وأنغام طبل الأم "عيشاتة" وصوت الأب "رباح"، لتكشف عبر هذا العمل السينمائي عن جوانب شائقة وجديرة بالتأمل، فنيا وتاريخيا.
وينتمي الفيلم إلى السينما الوثائقية الطويلة، فقد بلغت مدته 55 دقيقة، إخراج عمر ميارة، وهو يرصد أوجه تميز الموروث الشعبي الموسيقي الذي يمزج بين الأنغام العربية ونظيرتها الإفريقية، ويستعين أحيانا بآلات عزف تقليدية مصنوعة من الخشب وجلد الغنم.
ويشار إلى أن المغنية سلام يمدح وُلدت عام 1956، وهي تنتمي إلى سلالة مرموقة من منشدي الحفلات التقليدية، وتتمتع بحس فني راق، وتقود فرقتها بذكاء ورصانة، بحسب نقاد فنيين.
