أثارت الكرات السوداء الغريبة التي جرفتها الأمواج إلى شواطئ سيدني، الشهر الماضي، ذهول السكان، بعدما تبيّن أنها ليست مجرد قطران، بل "جبال دهنية" كريهة الرائحة، تشكلت من مواد كيميائية ضارة.
وتم العثور على آلاف من هذه الكرات على 7 شواطئ شهيرة، أبرزها شاطئ بوندي، مما دفع السلطات إلى إغلاق الشواطئ، ومنع السباحة فيها.
وكشفت تحقيقات العلماء في جامعة نيو ساوث ويلز أن الكرات تتكون من بقايا غريبة تشمل: البراز البشري، وميثامفيتامين، والشعر، والأحماض الدهنية، إلى جانب نفايات غذائية، ومئات المواد الكيميائية الضارة.
وقال الأستاذ المساعد جون بيفز، المحقق في الدراسة، إن الرائحة المنبعثة من هذه الكرات "لا تطاق"، معربًا عن قلقه بشأن تلوث الشواطئ، وإمكانية انتقال المواد الضارة للبيئة.
وأصدرت هيئة حماية البيئة في نيو ساوث ويلز تحذيرات للسكان لتجنب الاقتراب من الكرات أو لمسها، بعد أن أوضحت الاختبارات أن الكرات تشبه الكتل الدهنية، وهي كتل تتجمع عادة في أنظمة الصرف الصحي نتيجة تراكم الدهون، والزيوت، والنفايات.
وبينما كانت الفحوصات الأولية تشير إلى احتمال وجود زيت غير مكرر أو مواد بترولية، إلا أن الدراسات المتقدمة كشفت أن هذه الكرات تحتوي على مواد كيميائية أخرى، تجعلها أكثر ضررًا للبيئة.
ويعد تجمع هذه "الجبال الدهنية" على شواطئ سيدني بمثابة تحذير من تأثير التلوث البحري، فالكرات تحتوي على مواد تلوث بيولوجية وكيميائية، بما في ذلك المخدرات والأدوية، مما يشير إلى تسرب محتمل من أنظمة الصرف الصحي أو مصادر صناعية.
وتواصل السلطات بحثها عن المصدر الأساس لهذه الكرات السوداء.
ووفقًا لبيان صادر عن هيئة حماية البيئة، فإن التركيب المعقد للكرات، وطول المدة التي قضتها في الماء، حالا دون تحديد مصدرها بدقة، لكن يرجح العلماء أن يكون مصدرها نظام صرف صحي معقّدًا أو تسربات من سفن قديمة.
