يحيي "الصابئة المندائيون" كل عام في تشرين الثاني الموافق 18 من شهر "تورا" المندائي عيد الازدهار أو ما يعرف بـ"دهفة حنينا"، والذي يستمر لثلاثة أيام متتابعة.
بالرداء الأبيض يتوشح رجال ونساء أبناء الطائفة، المندائية، حيث يتجمعون بالعشرات على ضفة نهر دجلة للاحتفال بعيد الازدهار "احتفالاً بموسم ازدهار الأرض بكل ما فيها من نباتات وحيوانات"، بحسب داوود المندائي.
ويقول، لـ"إرم نيوز"، إن "كل طقوس أعياد الصابئة تجرى على ضفاف النهر، ويبدأ عيد الازدهار بتعميد العوائل بالمياه على يد كبار رجال الدين، والذي يرمز لغسل ذنوب الإنسان، ويشابه الحد عند المسلمين الذي يرجع الإنسان خالياً فيه من الذنوب".
في عيد الازدهار، يبدأ الصابئة المندائية يومهم بطبخ الأرز واللبن والتمر، في تقليد على بداية "الأرض" وتهيئتها لخلق آدم وحواء، بحسب أدبيات الصابئة.
ويعد الصابئة المندائيون، من أقدم سكان العراق القديم، حيث استوطنوا في منطقة مستنقعات وديان بابل الواطئة، وكانت تُقدر أعدادهم في العراق بحوالي 60 ألف مواطن، قبل أن يضطر أكثر من 75% من مغادرة العراق بعد عام 2003؛ لأسباب أمنية.
ويأتي عيد الازدهار بالمرتبة الثانية بعد رأس السنة المندائية، وهو ذو أهمية لدى الطائفة، إذ يعدونه يوم انتصار النور على الظلام، ويتم الاحتفال به على ضفاف الأنهار؛ لاعتقادهم بأنه اليوم الذي انشقت فيه الأنهار الأولى للأرض.
ويتركز غالبية الصابئة المندائيين في العاصمة بغداد ومدن العمارة والبصرة؛ كونها تقع جميعها على ضفاف الأنهار، حيث ترتبط طقوسهم بالماء الجاري، كالتعميد وعمل الثواب والصلاة.
