تحظى صناعة الترفيه في كوريا الجنوبية بإعجاب عالمي؛ بسبب نجوم الكيبوب والمسلسلات الكورية الدرامية المتميزة بقصصها، ولكن وراء هذا السحر تختبىء سلسلة من الأزمات الصحية العقلية والانتحارات بين نجومها.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة "جالف نيوز" سلطت قضايا بارزة مثل سولي، وجو هارا، وجونغ هيون، ولي سون كيون، وتشوي جين سيل، الضوء على المشاكل النفسية الهائلة والثمن الباهظ للشهرة في عالم الترفيه الكوري.
"ثقافة الأصنام"
يواجه المشاهير في كوريا ضغوطًا شديدة للحفاظ على الكمال، والالتزام بجداول زمنية مرهقة، والعيش تحت التدقيق المستمر. ويبدأ العديد منهم التدريب في سن المراهقة بموجب عقود مقيدة، وغالبًا ما يعملون لمدة تصل إلى 20 ساعة يوميًا مع القليل من الوقت للراحة أو للحياة الشخصية.
كما تتطلب "ثقافة الأصنام" هذه قمعًا عاطفيًا وشخصيات عامة لا تشوبها شائبة، حتى عندما يكافح النجوم في حياتهم الخاصة.
ويتزايد الوعي بالصحة العقلية في كوريا الجنوبية، لكن الوصمة المرتبطة بها لا تزال مرتفعة. وغالبا ما تواجه الشخصيات العامة التي تتحدث علناً ردود فعل عنيفة. وجدت دراسة استقصائية أجرتها وكالة المحتوى الإبداعي الكورية في عام 2022 أن 68% من الفنانين عانوا القلق أو الاكتئاب، لكن 13% فقط سعوا للحصول على مساعدة مهنية.
وتعمق الجدل عندما قال قطب الكيبوب "بارك جين يونج" أخيرًا إنه يطلب من فنانيه، بمن في ذلك "ستراي كيدز "و"توايس"، إخفاء آلامهم من أجل الآخرين. وأثار تعليقه جدلاً عبر الإنترنت، فقد وصفه البعض بأنه قديم الطراز وضار عاطفياً، بينما اعتبره آخرون تصويراً واقعياً لمتطلبات عالم الترفيه.
وردًا على الانتقادات اللاذعة، بدأت بعض وكالات الترفيه تقديم استشارات نفسية، إذ تهدف قوانين مثل "قانون سولي" لعام 2020 إلى الحد من التنمر الإلكتروني، لكن تطبيق هذه القوانين لا يزال محدودا.
ومع تأثير الموجة الكورية على الشباب في جميع أنحاء العالم وكون موسيقى الكيبوب الآن أحد أهم أسواق الموسيقى العالمية، يحث المعجبون والمدافعون عن حقوق الموسيقى الصناعة على تغيير عقليتها. وتستثمر شركة "نتفليكس" وحدها 2.5 مليار دولار في المحتوى الكوري، مما يثبت الطلب العالمي على هذا النوع.
ومع تزايد تأثير نجوم الكيبوب على الثقافة الشبابية العالمية، يشدد خبراء على أهمية النظر للنجوم كبشر، وليس كأيقونات لا يمكن المساس بها، ومساعدتهم على تخطي أزماتهم النفسية، تجنبا للانتحار.