أثارت قصة فتاة مصرية تُدعى "تُقى"، تبلغ من العمر 25 عامًا، ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، بعد أن قررت التخلي عن حياتها كأنثى والتحول إلى "مصطفى" لمواجهة قسوة الحياة وأعبائها، القصة أثارت تعاطفًا واسعًا بسبب الظروف التي دفعت هذه الشابة إلى اتخاذ هذا القرار الصادم.
وفقًا لرواية "تُقى"، التي ترفض الآن حتى مجرد مناداتها بهذا الاسم، كانت حياتها مليئة بالمعاناة منذ طفولتها. والدها كان يتمنى إنجاب ذكر، وهو ما انعكس على معاملته لها، حيث أجبرها لاحقًا على الزواج من رجل لم تحبه.
تزوجت "تُقى" وأنجبت طفلين، لكنها وجدت نفسها محاصرة في حياة لا تطاق. بعد هذا الزواج القسري والمعاملة القاسية من أسرتها، بدأت رحلة تحولها من أنثى إلى ذكر.
تُقى، أو "مصطفى" الآن، عاشت لفترة طويلة في الشوارع، هربًا من الحياة القاسية التي واجهتها ومن أسرتها التي لم تقدم لها الحب والدعم، بحسب ما قالت. وكانت تجربتها في التحول ليست فقط في المظهر، بل أصبحت تتحدث وتتصرف كرجل، دون أن يُشكك من حولها في هويتها الأصلية.
الفتاة كشفت أيضًا عن تفاصيل مؤلمة من حياتها، حيث أخذ زوجها طفلها الأكبر وهرب، بينما يعيش معها طفلها الآخر.
وأوضحت أن أسرتها قامت بطردها من المنزل حينما كانت حاملاً، ورفضت مساعدتها في دعوى قضائية ضد زوجها للحصول على حقوقها المادية وحضانة طفلها الأكبر.
التحديات التي واجهتها "تُقى" لم تتوقف عند هذا الحد، فقد تعرضت للتحرش أكثر من مرة، ما دفعها للهروب من دائرتها الاجتماعية والاعتماد على نفسها بالكامل.
في تعليق على هذه الحالة، أوضح الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن الفتاة تعاني من اضطراب "الشخصية الحدية"، مشيرًا إلى أن تحولها إلى ذكر هو بمثابة "صرخة داخلية" تعبر عن الضغوط النفسية الهائلة التي عاشتها.
وأكد فرويز أن هذه التحولات ليست مجرد تغيير في الشكل، بل تعكس محاولاتها للتأقلم مع الحياة القاسية والضغوط النفسية والاجتماعية التي تعرضت لها.
هذه القصة لخصت معاناة فتاة مصرية جردتها الظروف من حياتها الطبيعية كامرأة، لتبدأ رحلة جديدة، بشخصية جديدة، تحمل في طياتها الكثير من الألم والكفاح.