logo
منوعات

"ألغام غرفة الأخبار".. مهنة الإعلام بين اللذة والعذاب

"ألغام غرفة الأخبار".. مهنة الإعلام بين اللذة والعذاب
غلاف كتاب "ألغام غرفة الأخبار" للصحفي آلجي حسين
05 مايو 2025، 7:30 ص

يبدو الزميل الصحفي آلجي حسين في كتابه "ألغام غرفة الأخبار"، وكأنه عاشق متيم يتعامل مع مهنة الإعلام على أنها "محبوبته" التي أدمن لذة لقياها وسماع صوتها على مدار الساعة، رغم ما تسببه له من عذاب وإنهاك لا مثيل لهما.

ويبلغ المؤلف حداً بعيداً في هذا السياق، حتى إنه عندما يذهب إلى العمل يمنّي النفس بأنه ذاهب إلى سهرة أو حفل ممتع، أو هكذا يرجو أن يكون الحال. 

وإذا كان البعض يتصور أن الأمر ينطوي على شيء من "المبالغة" أو "المثالية"، فإن آلجي يفاجىء القارىء حين يشدد على الأهمية المهنية والأخلاقية التي ينطوي عليها قرار قد يبدو للآخرين بسيطا وهو أن يضغط زر النشر حيث ينتابه في تلك اللحظة الشعور العظيم بهول المسؤولية وكأنه رئيس بلد يضغط زر إطلاق صاروخ نووي. 

أخبار ذات علاقة

تعبيرية

ما أهمية تحذيرات "الأخبار السلبية" في الوسائل الإعلامية؟

وعلى الرغم من أن الكتاب، الصادر مؤخراً عن دار "تعلّم للنشر والتوزيع" في الإمارات، يحفل بالعديد من الاستشهادات بأقوال منظّري مهنة الإعلام وأساطينها، فإنه يفرد المساحة الأكبر لتجربته العملية كمؤلف، والدروس المستفادة تطبيقياً كخلاصة 15 عاماً قضاها الرجل في كواليس صناعة الخبر سواء كـ"رئيس فترة إخبارية" أم "رئيس شفت" أم "محرر رئيسي"، أم "مستشار إعلامي"، وغيرها من المسؤوليات الإعلامية الميدانية.

يتكون الكتاب، الذي وقّعه آلجي حسين في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، قبل أيام، من 10 فصول تتضمن مقدمة بعنوان "هذا الكتاب لهذا"، ثم تتوالى عناوين الفصول ومنها "الكلمة رصاصة في حقل ألغام"، و"الأخبار المروعة"، و"القوة الناعمة للأخبار"، و"فلسفة نظريات الإعلام".

تتخذ عناوين بعض الفصول طابعاً غير تقليدي مع مسحة من السخرية والجاذبية كما في "نزّلني عاليمين معلّم"، والتي تبدو معادلاً سورياً للمقولة المصرية الشعبية "على يمينك يا أسطى" في لغة الخطاب بين الراكب وسائق الميكروباص.

 وكذلك الفصل الذي يحمل عنوان "النداء الأخير للمحررين" على طريقة "النداء الأخير للركاب" الذي يتردد في المطارات، إذ يتوجه المؤلف بالنصيحة إلى كل صحفي، مؤكداً أنه كي يصبح ناجحاً فعليه أن يستخدم "اللغة الإعلامية البيضاء"، أي اليسيرة الفصيحة الموجزة، من غير بلاغة فجة أو إطالة دون مبرر.

أخبار ذات علاقة

مبادرة "كرسي إرم"

مبادرة "كرسي إرم".. رؤية رائدة لجيل إعلامي رقمي

تبدو ثقافة المؤلف الأدبية حاضرة بقوة بين صفحات الكتاب حين يستشهد بمقولات مختلفة لأدباء عالميين أثّروا في الضمير الإنساني، ومنهم أنطون تشيخوف الذي يقول: "إذا رغبت في التفاؤل وفهم الحياة، كفّ عن تصديق ما يقوله الآخرون وما يكتبون، لاحظ واكتشف بنفسك". 

ورغم أن الأديب الروسي صاحب الروائع الشهيرة في المسرح والقصة القصيرة، مثل "موت موظف"، و"الراهب الأسود"، و"النورس"، و"بستان الكرز"، توفي العام 1904، بيد أن مقولته تلك لا تزال تؤسس، بحسب الكتاب، لمبدأ مهم في مهنة الإعلام يتعلق بتوثيق الخبر وتأصيله عبر الرجوع إلى جذوره، لاسيما في لغته الأصلية، وتأكيد أو نفي مصداقيته عبر التواصل المباشر مع المصادر من الخبراء والمختصين. 

أثناء توقيع الكتاب في معرض أبوظبي الدولي للكتاب

ويقارن المؤلف بين الصحفي الناجح وبين "الطبيب الجرّاح"، فكلاهما يتعامل مع عمليات معقدة يجب أن توازن بين متناقضات شتى؛ فالطبيب يحرص على ألا يأتي نجاح عمليته على حساب وظائف حيوية أخرى في الجسم، بينما يحرص الصحفي على أن يراعي الخبر الذوق العام والتشابكات السياسية والمجتمعية العامة. 

وآلجي حسين صحفي وكاتب ومدرب إعلامي سوري، من أصل كردي، كما أنه عضو فاعل في منظمات صحفية عدة، يعمل حالياً في موقع "إرم نيوز" في أبوظبي، وسبق أن عمل بمؤسسات إعلامية عدة، كما سافر في مهام عمل إلى مناطق تشتعل بالأحداث الساخنة مثل العراق وسوريا والصومال. 

أخبار ذات علاقة

شركة ميتا

"ميتا" قلقة من تعليق تدقيق صحة الأخبار

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC