استعرض باحثون في جامعة يورك البريطانية كيفية تأثير الألفة مع الشخصيات على عملية التعرف على الوجوه، باستخدام المسلسل التلفزيوني "صراع العروش" كنموذج دراسي. قادت الدراسة كيرا نود وفريقها، وفقاً لتقرير موقع "Deccan Herald".
شمل البحث 70 مشاركًا، تم تقسيمهم إلى مجموعتين: مجموعة شاهدت المسلسل، وأخرى لم تشاهده. أظهرت النتائج أن المشاركين المألوفين بالشخصيات أبدوا نشاطًا دماغيًّا أكبر في المناطق المرتبطة بالمعرفة عن الشخصيات، بينما أظهر غير المشاهدين نشاطًا في المناطق البصرية وغير البصرية.
كما شملت الدراسة أفرادًا مصابين بعمى التعرف على الوجوه، إذ لم يظهر تأثير الألفة في نفس مناطق الدماغ كما هو الحال لدى المشاركين الآخرين، مما يتوافق مع صعوباتهم في التعرف على الوجوه.
وعلق البروفيسور تيم أندروز على نتائج الدراسة قائلاً: "كنا متحمسين حقًّا لرؤية نتائج دراستنا لأنها تشير إلى أن قدرتنا على التعرف على الوجوه تعتمد على ما نعرفه عن الأشخاص، وليس فقط مظهرهم“.
ويتحدى هذا الاكتشاف الاعتقاد التقليدي بأن التعرف على الوجه يعتمد فقط على الخصائص البصرية. بدلاً من ذلك، تشير الدراسة إلى أن التعرف على الوجه ينطوي على ربطه بالمعرفة حول الشخص، بما في ذلك سمات شخصيته، ولغة جسده، وتجاربه الشخصية، وعواطفه تجاهه.
ويلعب التعرف على الوجه دورًا حاسمًا في التفاعلات الاجتماعية، فغالبًا ما يواجه الأفراد الذين يعانون من صعوبة التعرف على الوجوه العزلة الاجتماعية، والقلق، والضيق العاطفي.
كما تسلط هذه الدراسة الضوء على أهمية فهم العمليات المعرفية وراء التعرف على الوجه؛ مما يمهد الطريق لتطوير التدخلات لمساعدة المصابين بعمى التعرف على الوجوه والحالات المماثلة.
ومع استمرار التعرف على الوجوه في أن يكون جانباً حيويًّا من التفاعل البشري، فإن دراسات مثل هذه تؤكد على التفاعل المعقد بين وظائفنا المعرفية والسلوك الاجتماعي.