أصبحت علاقة النجوم بجمهورهم مادة دسمة للجدل، فبين لحظات الإعجاب والعفوية، أحيانا ما تتحول اللقاءات الجماهيرية إلى أزمات فنية وقانونية، وتعيد واقعة الفنان راغب علامة الأخيرة الجدل حول حدود التفاعل بين الفنان والمعجبين.
فتصدر الفنان اللبناني راغب علامة محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي عقب انتشار فيديو له خلال حفله الأخير في الساحل الشمالي، ظهرت فيه إحدى المعجبات وهي تقبله على المسرح.
الأمر الذي دفع نقابة المهن الموسيقية في مصر، برئاسة الفنان مصطفى كامل، إلى إصدار قرار بمنع راغب من الغناء داخل البلاد واستدعائه للتحقيق، واصفة الحفل بـ"سلوك مشين"، خاصة مع تكرار محاولات معجبات الصعود إلى المسرح وتبادل القبلات والرقص معه.
وفي محاولة لاحتواء الأزمة، بادر راغب علامة بالتواصل هاتفيا مع نقيب الموسيقيين، مؤكدا احترامه للنقابة وللشعب المصري، وحرصه على تقديم فن يليق بمكانة مصر كوجهة سياحية وفنية.
وعلّق علامة على الواقعة بأنها "عفوية"، مشيرا إلى أن التصوير أظهر الموقف بشكل مبالغ فيه، ووصف قرار النقابة بـ"القاسي"، ملقيا باللوم على منظمي الحفل، وقال مازحا: "كان لازم يحطوا أسلاك شائكة".
من جانبه علق الناقد الفني محمود قاسم على أزمة الفنان راغب علامة الأخيرة، مشيراً إلى أن مثل هذه المواقف تمثل ضغطاً كبيراً على الفنانين خلال حفلاتهم، خصوصاً أثناء تفاعلهم المباشر مع الجمهور.
وأكد قاسم في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن السبب الرئيس في تكرار مثل هذه الأزمات يعود إلى سوء التنظيم من قبل منظمي الحفلات، الذين لا يضعون ضوابط صارمة تنظم العلاقة بين الفنان والجمهور على خشبة المسرح.
وأوضح أن الفنان، رغم شهرته واحترافيته، يبقى في النهاية إنسانا، وقد يشعر بالضيق أو الانزعاج من بعض التصرفات غير اللائقة التي قد تصدر عن بعض الحضور، خاصة إذا تجاوز التفاعل حدوده المقبولة.
ولفت إلى أن غياب التنظيم المحكم لا يؤثر فقط على نفسية الفنان، بل قد يؤدي أيضاً إلى كوارث فعلية أثناء الحفلات الجماهيرية المفتوحة، لا سيما تلك التي تشهد حضوراً كثيفاً من فئة الشباب.
وشدد قاسم على ضرورة أن يتحمل منظمو الحفلات مسؤولياتهم بالكامل، من خلال وضع إجراءات واضحة لضبط الأمن، وتأمين المسرح والجمهور على حد سواء.
وأضاف أن بعض المعجبين الذين يحاولون تسلق المسرح للوصول إلى الفنان لا يعرّضون أنفسهم فقط للخطر الجسدي، بل قد يواجهون أيضاً مساءلة قانونية في حال تجاوزهم للحدود المسموح بها.
ولم تكن واقعة الفنان راغب علامة هي الوحيدة التي يواجه فيها فنان أزمة بسبب الجمهور، فقد سبق أن تصدّر الفنان عمرو دياب العناوين بعد أن صفع أحد معجبيه خلال حفل زفاف في القاهرة، عندما حاول الشاب التقاط صورة "سيلفي" عنوة؛ ما دفع دياب إلى صده بعنف.
وأحيل الطرفان حينها إلى النيابة، حيث قررت المحكمة تغريم دياب 200 جنيه، وتعويض الشاب بـ10 آلاف جنيه، بينما قضت ببراءة الأخير.
أما الفنان كاظم الساهر، فقد واجه مواقف مشابهة أكثر من مرة، كان أبرزها خلال حفل بدار الأوبرا عام 2022، حين اقتحمت إحدى المعجبات المسرح واحتضنته أمام الجمهور، لكنه تعامل مع الموقف بهدوء وطالب الأمن بعدم التدخل.
وفي واقعة أخرى، صعدت فتاة إلى المسرح فجأة لتقبّله وترقص بجانبه أثناء غنائه "قولي أحبك"، ما دفع الساهر للتعليق لاحقًا: "أرعبتني".
أما الفنانة هيفاء وهبي فلم تسلم هي الأخرى من اقتحامات المعجبين، ففي أحد حفلاتها، صعد شاب إلى المسرح وركع أمامها طالبا الزواج، رافضاً النزول رغم تدخل الأمن، حتى أُجبر على مغادرة المسرح بالقوة، وسط ردود فعل واسعة على مواقع التواصل.
وفي عام 2019، لاحقت مجموعة من المعجبات الفنان ماجد المهندس بعد انتهاء حفله؛ ما اضطره للركض هاربا، واضعا يده على عقاله حتى لا يسقط. وتدخل الأمن لحمايته وسط ضحكات الحضور.
كما شهد مهرجان جرش 2017 واقعة طريفة بطلتها نوال الزغبي، حين حاولت فتاة الصعود للمسرح لكنها سقطت، لتتدخل نوال وتسمح لها بالصعود، ليتحول الموقف إلى مفاجأة بعدما حملتها الفتاة ولفت بها المسرح، ثم حاولت خطف الميكروفون، ما تسبب في مشادة سريعة أنهتها نوال بحزم.