يواجه الكثير من الآباء صعوبة في التعامل مع عادة أطفالهم في استخدام اللهاية أو مصّ الإبهام، خاصة عندما تتحول من وسيلة تهدئة طبيعية إلى سلوك يصعب التخلص منه.
ويرى أطباء الأطفال أن استخدام اللهاية في مرحلة الطفولة المبكرة أمر طبيعي، بل وقد يكون مفيدًا أحيانًا، خاصة أثناء النوم؛ لأنه يساعد الرضيع على التهدئة وقد يقلل خطر متلازمة الموت المفاجئ. كما أن الرغبة في المصّ أمر فطري لدى الرضع، وغالبًا ما تستمر حتى اكتمال ظهور الأسنان اللبنية.
لكن الاستمرار في هذه العادة لفترة طويلة قد يؤدي إلى مشكلات صحية، أبرزها التأثير في نمو الفم والأسنان، مثل: اعوجاج الأسنان، وظهور عضة غير طبيعية؛ ما قد يزيد الحاجة إلى تقويم الأسنان في المستقبل. كما أن الاستخدام المطوّل للهاية أو مصّ الإصبع قد يرفع احتمال الإصابة بالتهابات الأذن المتكررة، خاصة بعد عمر السنة.
ويُوصي الأطباء ببدء فطام الطفل عن اللهاية أو عادة مصّ الإصبع في وقت مبكر، عندما يبدأ في تطوير مهارات تهدئة ذاتية بديلة، مثل: استخدام بطانية مفضلة أو دمية محشوة أو حتى التحدث مع نفسه أو القيام بحركات إيقاعية تساعده على الاسترخاء.
ولمساعدة الطفل على التخلّي عن هذه العادات، يُنصح الأهل بالبدء بتقليل استخدامها تدريجيًّا، كقصر اللهاية على أوقات النوم فقط، أو إشغال الطفل بأنشطة تتطلب استخدام اليدين خلال اليوم. كما يمكن تعزيز السلوك الإيجابي باستخدام المكافآت البسيطة عندما يتوقف الطفل عن المصّ.
ومع أن الفطام قد يتطلب بعض الوقت والجهد، خاصة في أوقات مثل النوم، يؤكد الأطباء أن الثبات على الطريقة المتّبعة هو العامل الأهم في النجاح. وفي حال واجه الأهل صعوبة، يُفضل استشارة طبيب الأطفال لتقديم النصائح المناسبة حسب مرحلة الطفل العمرية وقدرته على التكيف.