حزب الله: تحرك مجلس الوزراء اللبناني بشأن خطة الجيش فرصة للعودة إلى الحكمة والتعقل

logo
منوعات

البابا فرنسيس.. "صوت الفقراء" المدافع عن المهمشين

البابا فرنسيس.. "صوت الفقراء" المدافع عن المهمشين
في رسالة من المستشفى..  البابا فرنسيس: "أواجه فترة صعبة"المصدر: أ ف ب
21 أبريل 2025، 8:49 ص

رحل صوت الفقراء ومناصر المهمشين، البابا فرنسيس، عن عمر يناهز 88 عامًا، تاركًا خلفه إرثًا روحيًّا وإنسانيًّا سيظل حاضرًا في وجدان الكنيسة الكاثوليكية والعالم أجمع.  

ولد خورخي ماريو برغوليو في بوينس آيرس بالأرجنتين، وتدرج في سلك "الكهنوت" حتى جاء اليوم الذي غيّر مسيرته بالكامل، حين انتخبه مجمع الكرادلة في مارس 2013 ليصبح أول بابا من أمريكا اللاتينية وأول بابا غير أوروبي منذ ما يقرب من 13 قرنًا.  

لم يكن فرانسيس رجل كهنوت تقليديًّا، بل كان يحمل رؤية واضحة لكنيسة أكثر قربًا من الناس، وأكثر انحيازًا للفقراء والبسطاء.

أخبار ذات علاقة

البابا فرانسيس

بعد معاناة طويلة مع المرض.. وفاة البابا فرنسيس

ومنذ لحظة توليه منصب الحبر الأعظم، كسر القواعد الصارمة ورفض الأبهة الموروثة، مفضلًا العيش في سكن بسيط داخل دار "كازا سانتا مارتا" بدلًا من القصر الرسولي، ومارس حبريته بقلب منفتح على التغيير والإصلاح.  

عرف عنه صوته الواضح في مواجهة الظلم، فلم يتردد في الدفاع عن قضايا المهاجرين واللاجئين، ووقف صريحًا في وجه سياسات الفصل والتهميش، حتى لو كان ذلك في مواجهة أقوى الزعماء السياسيين، كما حدث حين وجّه انتقاداته العلنية لسياسات ترحيل المهاجرين التي تبنتها إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب.  

لم تكن سنوات حبريته خالية من التحديات؛ فقد واجه معارضة شرسة من داخل الكنيسة ذاتها، خاصة من التيارات المحافظة التي أزعجها انفتاحه على قضايا العصر، ورغبته في كسر الجمود الذي لازم المؤسسة الكاثوليكية لقرون. ومع ذلك، ظل ثابتًا على مبادئه، مؤمنًا بأن الإصلاح لا يتحقق إلا بشجاعة الوقوف في وجه التيار.  

حتى في أيامه الأخيرة، ظل البابا فرنسيس رمزًا للأمل والتواضع. قبل أسابيع قليلة من وفاته، وبعد أزمة صحية خطيرة بسبب التهاب رئوي أصاب رئتيه، عاد ليفاجِئ العالم بظهوره العفوي بين جموع المصلين في ساحة القديس بطرس، رافعًا يده بتحيةٍ طمأنت قلوب الملايين.  

أخبار ذات علاقة

البابا فرنسيس

على كرسي متحرك وأنبوب أكسجين.. البابا يحيي الحشود (صور)

بوفاته، تطوي الكنيسة الكاثوليكية فصلًا من تاريخها، وتخسر شخصية استثنائية جمعت بين الحكمة والبساطة، وقادت بعزمٍ رؤية إنسانية عابرة للحدود والطوائف، في زمن تزداد فيه الحاجة إلى قادة يجمعون ولا يفرقون.  

واليوم، بينما يتهيأ الكرادلة لاختيار خليفةٍ له، ستبقى سيرة البابا فرنسيس علامة فارقة في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، وفي ذاكرة كل من عرف معنى العدل والمحبة في حضرة هذا الرجل المتواضع.  

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC