رغم تعدد الأدوار وتنوع الشخصيات التي قدمتها الفنانة المصرية سمية الألفي منذ انطلاقتها الأولى في منتصف سبعينيات القرن الماضي، إلا أن شخصية "الأميرة نورهان" التي جسدتها في مسلسل "ليالي الحلمية"، العام 1989، هى من خلّدت ذكراها وجعلت الجمهور يطلق عليها لقب "البرنسيسة".
وفور الإعلان عن وفاتها، اليوم السبت، استعاد نشطاء تفاصيل هذا الدور الأيقوني في مسيرة الألفي الذي أطلت فيه عبر الجزء الثاني من المسلسل الملحمي الأبرز في تاريخ الدراما العربية.
نجحت الألفي، بحضورها الهادئ وأناقتها اللافتة دون مبالغة، في تجسيد دور زوجة "الباشا سليم البدري" بأداء راق خطف القلوب وتفاعل معه ملايين المشاهدين الذين وجدوا فيه شخصية "من لحم ودم" يمكنهم تصديقها، بعيدا عن الصورة النمطية لسيدات القصور اللواتي يتسم أداؤهن بالعجرفة والتعالي.

ساعدت ملامحها الهادئة وجمالها الكلاسيكي في إضفاء مصداقية على لقب "الأميرة"، حيث كانت من حسناوات الشاشة اللواتي يمتلكن حضوراً طاغياً بلمسة من الرزانة والحكمة، كما ابتعدت بذكاء عن الافتعال أو التصنع، سواء في الأزياء أو طريقة الكلام.
ورغم أن المسلسل احتوى على أسماء عملاقة قدمت أدوارا خالدة مثل صلاح السعدني في دور "العمدة سليمان غانم" وصفية العمري في "نازك هانم السلحدار" ويحيى الفخراني في "سليم باشا البدري"، إلأ أنها استطاعت أن تفرض حضورها وسط كل هؤلاء، حتى أن كثيرين أطلقوا اسم "نورهان" على مواليدهن تيمنا بها.
وتناول المسلسل حالة الصراع الطبقي في المجتمع بين فئة أصيلة ذات قيم وبين أخرى محدثة نعمة تعتبر المال المعيار الوحيد لتقييم أي شىء، مع استعراض للتطورات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في مصر منذ منتصف القرن العشرين حتى حقبة التسعينيات منه.