logo
منوعات

"الشوك والقرنفل".. رواية تحمل توقيع السنوار

"الشوك والقرنفل".. رواية تحمل توقيع السنوار
رواية الشوك والقرنفل ليحيى السنوارالمصدر: متداولة
19 أكتوبر 2024، 1:12 م

تصدرت في الساعات الأخيرة رواية "الشوك والقرنفل" التي كتبها  يحيى السنوار اهتمام منصات التواصل، فاعتبرها  كثيرون "مفاجأة من العيار الثقيل"، بحيث تبين للمرة الأولى أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الذي لقي مصرعه بشكل دراماتيكي تابعه العالم، كان مؤلفا روائيا. 

 وكتب السنوار هذا النص عام 2004 وهو في أحد السجون الإسرائيلية بمدينة بئر السبع، وهو ليس رواية بالمعنى الجمالي والنقدي المتعارف عليه، بقدر ما يحتوى العمل على مشاهدات وقصص وحكايات متفرقة عاشها المؤلف وكان شاهد عيان عليها. 

أخبار ذات علاقة

من آثار الحرب في غزة

مع مقتل السنوار.. التوصل لـ"اتفاق" بين إسرائيل وإيران "على المحك"

 

ويحقق اللجوء إلى قالب الكتابة الأدبية أكثر من فائدة للمؤلف، منها حرية تغيير الأسماء وملامح الشخصيات، على عكس أسلوب المذكرات الصريحة المباشرة الذي يجلب المشكلات لأسير يواجه اتهامات خطيرة ويخضع للاعتقال. 

وتقدم الرواية تسلسلا لأبرز محطات القضية الفلسطينية، من وجهة نظر أسرة غزاوية تعيش بمخيم "الشاطىء"، وكيف أصبحت المواجهة المسلحة هى السبيل الوحيد لإدارة الصراع من وجهة نظر أفرادها، لا سيما أحمد صاحب المواقف المتشددة. 

وصدّر السنوار الرواية بقوله: "هذه ليست قصتي الشخصية وليست قصة شخص بعينه، على الرغم من أن جميع أحداثها حقيقية. كل حدث منها أو كل مجموعة من أحداث تخص هذا الفلسطيني أو ذاك". 

ويضيف: "الخيال في هذا العمل هو فقط في تحويله إلى رواية تدور حول أشخاص محددين ليتحقق لها شكل العمل الروائي وشروطه، وكل ما سوى ذلك حقيقي، عشته وكثير منه سمعته من أفواه من عاشوه، هم وأهلهم وجيرانهم على مدار عشرات السنوات على أرض فلسطين الحبيبة". 

وكان لافتا أن الرواية تبرز العلاقة الجيدة بين الجيش المصري وأهالي غزة تاريخيا، إذ يقول الراوي: "كان الجنود المصريون في ذلك المعسكر يحبوننا كثيرا، أحدهم تعرف علينا وعرفنا بالأسماء، فإذا ما أطللنا نادى علينا.. محمد أحمد.. تعالا هنا..".

أخبار ذات علاقة

يحيى السنوار

"خطأ قاتل" أدى إلى مصرع السنوار في رفح

 

 ويضيف: "نذهب إليه ونقف إلى جواره، نتدلل ونحني رؤوسنا في انتظار ما سيعطينا كالعادة، فيمد يده إلى جيب بنطاله العسكري ويخرج لكل واحد منا قطعة من حلوى "الفستقية"، يلتقط كل واحد منا قطعته ويبدأ بقضمها بنهم شديد، يُربت ذلك الجندي على أكتافنا ويمسح على رؤوسنا ويأمرنا بالرجوع".

ولا تخلو الرواية من بعض المواقف الفكاهية على طريقة "الكوميديا السوداء" أو "شر البلية ما يضحك"، فيقول الراوي: "في أحد الأيام كان الجو شديد البرودة وعاصفا، تبلّل غالبيتنا من مياه المطر في طريق ذهابنا إلى المدرسة. بعد أن تناولنا الحليب، دخلنا فصلنا وجلسنا على مقاعدنا نرتجف".

ويضيف: "دخل الأستاذ الشيخ علينا، كأنه أدرك أننا لسنا بحالة تسمح لنا بالدراسة أو القراءة أو الفهم، فأراد أن يُضحكنا قائلاً: يا أولاد تخيّلوا أن السماء تمطر الآن أرزًا ولحمًا.. حدثت ضوضاء في الصف ونسينا البرد والبلل على ذكر الأرز واللحم، وبدأنا نتحدث دون نظام: أنا لن آكل غير اللحم.. أنا أحب الرز... أنا... أنا".

ويتابع: "تركنا الشيخ نلهو ونلعب ونعيش أحلام الأرز واللحم بضع دقائق، ثم صرخ فينا: اسكتوا.. الله يجعلها تمطر جرادًا تعضكم جميعًا مرّة واحدة".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC