صحة غزة: وفاة 5 حالات جراء المجاعة وسوء التغذية والإجمالي يرتفع إلى 387 شخصا بينهم 138 طفلا
لتحقيق أقصى قدر من التأثير في كل مرحلة من مراحل نمو طفلك، ينصحك الخبراء بتناول موضوع الكذب بطريقة مناسبة لعمره.
وفي تقرير نشره موقع Parents المهتم بصحة الأطفال، كشف خبراء نفسيون الاستجابة المثلى للأهل عند ضبط أطفالهم وهم يكذبون.
وفقًا للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال والمراهقين، فإن الأطفال والبالغين يكذبون لأسباب مماثلة أبرزها الهرب من المتاعب، أو تحقيق مكاسب شخصية، أو إثارة إعجاب شخص ما أو حمايته، أو ليخرجوا بمظهر "لطيف".
وفي سن مبكرة، يبدأ الأطفال في تجربة الحقيقة، ويستمرون في القيام بذلك خلال جميع مراحل النمو، بدرجات متفاوتة من التعقيد والتفصيل.
وقد يكون الأطفال أكثر عرضة للكذب، إذا كذب عليهم آباؤهم خلال طفولتهم، إذ تظهر الأبحاث أنه عندما يكذب الآباء على أطفالهم، فإن هؤلاء الأطفال معرضون بشكل كبير لخطر النمو بسلوكيات غير ملائمة، مثل: إلقاء اللوم على الآخرين، والكذب لتجنب العواقب.
ويقول الخبراء "إن تعليم الأطفال أهمية الصدق في وقت مبكر من حياتهم وتعليمهم كيفية حل المواقف، حتى لا يحتاجوا إلى الاعتماد على الكذب سيضمن أن يكونوا صادقين في معظم الأوقات".
من سن 2 إلى 4 سنوات
لأن مهارات اللغة لدى الأطفال الصغار ما زالت في بداياتها، فإنهم لا يملكون فكرة واضحة عن أين تبدأ الحقيقة؟ وأين تنتهي.
وفي هذا العمر، لا يتمكن الأطفال الصغار من التمييز بين الواقع وأحلام اليقظة والرغبات والأوهام والمخاوف، كما تقول الطبيبة النفسية إليزابيث بيرجر.
وتؤكد "الأطفال في الثانية أو الثالثة صغار جدًّا، ولا يمكن معاقبتهم أو توبيخهم على الكذب، ولكن يمكن للوالدين أن يبدؤوا بتشجيع أبنائهم على الصدق بطريقة خفية، من خلال قراءة كتاب خفيف لهم يوضح قضية الصدق.
في سن الرابعة، ومع ازدياد قدرة الأطفال على النطق، يصبحون قادرين على قول الأكاذيب الواضحة والرد بـ "لا" عندما تطرح عليهم أسئلة بسيطة مثل "هل ضربت أختك؟".
هنا ينصحك الخبراء باغتنام الفرصة لشرح ماهية الكذب ولماذا هو سيئ.
وفي الرد على الكذب، كن حازمًا وجادًّا، فعلى سبيل المثال، قل"يبدو أنك لا تقول الحقيقة"، أو "هل أنت متأكد تمامًا من أن هذا ما حدث؟" أوضح أنك لست سعيدًا بالأكاذيب، لكن استمر في الحديث بكياسة بعد الاستماع إلى طفلك وتصحيح أخطائه بلطف.
من سن 5 إلى 8 سنوات
يكذب الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و8 سنوات أكثر لاختبار ما يمكنهم الإفلات منه، وخاصة الأكاذيب المتعلقة بالمدرسة، مثل: الفصول الدراسية، والواجبات المنزلية، والمعلمين، والأصدقاء.
وهنا تقول بيرجر "غالبًا ما تكون القواعد والمسؤوليات في هذا العمر أكثر مما يستطيع الأطفال تحمله. ونتيجة لذلك، غالبًا ما يكذب الأطفال لإرضاء القوى التي يبدو أنها تطلب أداءً أكثر مما يمكنهم حشده".
ولكن لحسن الحظ، فإن أغلب الأكاذيب بهذا العمر، يسهل اكتشافها نسبيًّا.
هنا ينصحك الخبراء بالتحدث بصراحة مع أطفالك والاستمرار في قراءة القصص التي تتحدث عن قول الحقيقة، واحرص على ملاحظة متى يكون الطفل صادقًا، وقدم له الثناء والملاحظات الإيجابية.
واعلم أن الأطفال في سن المدرسة يتميزون بقدرة فائقة على الملاحظة، لذا يتعين على الآباء أن يستمروا في تقديم القدوة الحسنة لأطفالهم. وكن حذرًا بشأن الأكاذيب التي قد تعتاد على قولها ـ حتى لو كانت بسيطة، مثل "أخبرهم أنني لست في المنزل" عندما تكون في المنزل، ويتصل بك أحدهم.
إن أغلب المراهقين يسلكون طريقًا جيدًا نحو تأسيس هوية تتسم بالجدية والثقة والضمير. ولكنهم يصبحون أيضًا أكثر مهارة في الكذب وأكثر حساسية لعواقب أفعالهم، وقد يشعرون بالذنب الشديد بعد الكذب.
من المؤكد أن المحادثات الصريحة والأطول حول الصدق بين الآباء والأبناء ضرورية، وهنا ينصحك الخبراء بعد بدء حديثك مع ابنك المراهق بـ"أنت كاذب"، بل: "أنت تعلم أن إخبار والديك بالحقيقة أمر مهم للغاية، أليس كذلك؟ حسنًا، هناك أيضًا أوقات يكون من المهم فيها أن تكون مهذبًا، ولا تجرح مشاعر شخص آخر. إذا كنا نزور أصدقاء، وقدموا لنا غداءً لا يعجبك، فليس من اللباقة أن تثير ضجة كبيرة وترفض تناوله. يجب أن تأكل الطعام، وتقول "شكرًا".
ويشير الخبراء إلى أن "القدوة الحسنة" تشكل أهمية بالغة بالنسبة لابنك المراهق، لذا فكر في الاستعانة بأفراد الأسرة المقربين أو الجيران المهتمين لتوجيه أطفالك الأكثر نضجًا خلال التفاعلات الاجتماعية الصعبة.
وفي النهاية يقول الخبراء: "الأطفال الذين لديهم علاقة راسخة مع والديهم، حيث يشعرون بالراحة في التحدث والكشف عن المعلومات، هم أقرب لقول الحقيقة دائمًا".