جاءت جميع عناصر البناء الفني للمسلسل الأمريكي "الوحش بداخلي" The Beast In Me، الذي ينتمي لنوعية الإثارة النفسية وتصدر الترند أخيرًا على منصة "نتفلكس" جيدة من حيث الحبكة الأساسية وقوة الشخصيات وتصاعد الأحداث بشكل متسارع، إلا النهاية التي جاءت ساذجة كما لو كان تم طبخها على عجل دون منطق كاف.
نايل جارفيس ملياردير وسيم، قوي الشخصية، يطمح إلى تنمية ثروته التي ورثها عن والده، إمبراطور العقارات، وينافس عمه الذي لا تروق له تصرفات ابن أخيه، لكنه يتورط في سلسلة من جرائم القتل ذات الطبيعة النفسية العاطفية.
آجى ويجز كاتبة روائية حاصلة على جائزة "بوليتزر" الأدبية الرفيعة، تعاني أزمة "قفلة الكتابة" ولا تستطيع التقدم في العمل الجديد الذي تعكف على كتابته، لكنها تنجذب لشخصية نايل حين ينتقل إلى الإقامة في الحي الراقي الذي تقطن به ويصبحان جارين.
في البداية، يبدو نايل لها مجرد "ثري مثير للشبهات" يزهو بما يملكه من أموال، فتسعى لأن تتقرب إليه وتؤلف كتابًا عنه لتمنحه الفرصة كي يبرىء ذمته وينظف اسمه أمام الرأي العام، في اتفاق يبدو أشبه بصفقة محفوفة بالمخاطر.
لاحقًا، تمتلك آجي دليلًا حاسمًا يثبت تورط الملياردير في قتل زوجته السابقة، فتسلمه إلى ضابطة في جهاز التحقيقات الفيدرالية FBI دون أن تحتفظ بصورة منه، لتكتشف فيما بعد أن تلك الضابطة واقعة تحت تهديدات من عائلة جارفيس، فتؤثر السلامة حتى تحمي عائلتها وتتخلى عن الكاتبة التي لجأت إليها.
وتأتي النهاية في أقل من 10 دقائق بشكل مفاجئ ومتسارع كمن يتخلص من عبء مؤجل، فتسجل زوجة نايل الحالية له ما يثبت تورطه.
ويقتل عمه والده وهو طريح الفراش في غرفة العناية المركزة بالمستشفى، ثم يُلقى القبض على العم القاتل في اللحظة ذاتها.
غاب الحد الأدنى من المنطق الدرامي على الأحداث في الحلقة الأخيرة، وسيطر هاجس واحد على صناع العمل وهو "قانون الكارما" الذي يقوم على مبدأ أخلاقي هو أن ما يفعله الإنسان من خير أو شر يعود عليه بأفعال مماثلة في المستقبل.