الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
يسعى الفنان التشكيلي أحمد الجنايني في أحدث معارضه التي تحمل عنوان "جنون الذاكرة" إلى إثبات أن الفن يمكن أن يكون أقوى من الموت بانحيازه إلى قوة الحياة والتعبير عن نبضها الصارخ، كما يمكنه أن يترك أثراً يعيش مع الأجيال القادمة.
ويضم المعرض 200 لوحة تشكل خلاصة مسيرة الفنان المصري التي بدأت في حقبة السبعينيات، عبر 50 عاماً من الإبداع في رسالة أخرى حول فعالية العمل الفني في مقاومة خطر النسيان الذي يلحق بالمبدعين وهم في مراحل عمرية متقدمة.

ومن أكثر اللوحات التي توقف عندها زوار المعرض المقام حالياً بـ "جاليري ضي – أتيليه العرب للفنون" بحي الزمالك بالقاهرة، تلك التي يظهر فيها الأطفال وهم يلهون ببراءة بجوار سفينة ضخمة تحمل سمكة عملاقة، في رؤية مدهشة تمزج الواقع بالخيال.
من أبرز الثيمات أو الموضوعات تكراراً بين اللوحات ما يتعلق بالمومياوات الفرعونية والتي تشير إلى جثامين موتى تم تحنيطها ولفها بالكتان، فأعاد الفنان تجسيدها في قوالب مدهشة جديدة تعيد التأكيد على فكرة الخلود عبر الفن.
وتمزج لوحات أخرى بين الحلم والحقيقة في رؤية سوريالية فانتازية مثل المرأة التي تلتقط ثمار تفاح ساقطة من قرص الشمس، بينما يوجد طاووس ضخم ينظر إليها بحنان ويتعاطف مع رغبتها الجارفة في فهم ألغاز الوجود.

كما تتكرر "ثيمة" الأسماك في المعرض كثيراً، لكنها تأتي هنا محملة بدلالات ورموز فلسفية مختلفة تشير إلى الحضارات القديمة والحضور الإنساني في علاقته الجدلية بغيره من الكائنات، كما تعبر عن فكرة المجهول من خلال اقترانها بالبحر والشواطئ البعيدة.

والملاحظ أن الفنان لا يتبنى اتجاهاً أو مدرسة فنية بعينها، بل يمزج بين مختلف المدارس في الفن التشكيلي في كتلة واحدة مثل السيريالية والتكعيبية والتجريدية والتأثيرية وغيرها، فهو لا يعنيه التصنيف أو الشكل، بقدر ما تعنيه قوة تأثير العمل على المتلقي.