في هذا الوقت من العام، تتحوّل الغابات إلى لوحات بصرية ساحرة، حيث تفسح درجات اللون الأخضر الطريق لألوان الذهبي والأحمر والبني، ما يضفي على المشهد هالةً من الدفء.
وسط هذا الجمال، تظهر "غابة ألدان المسحورة" أو "كوينتا دو فريندوال"، التي تقع في بلدة كانغاس دي موراثو جنوب محافظة بونتيفيدرا الإسبانية، لتكون وجهة لا تُفوَّت لعشاق الطبيعة.
تُعرف هذه الغابة، التي يحبها حتى الجيران البرتغاليون، بجمالها الطبيعي وأشجارها الكثيفة ومطاحنها القديمة وصوت مياه نهر أوركساس الذي يضفي على المكان سحرًا خاصًّا.
ويبرز في وسط هذا المشهد قلعة مهجورة تبدو كأنها من العصور الوسطى، لكنها في الحقيقة بُنيت في القرن العشرين للاستجمام، وتعدّ القلعة أحد أبرز معالم منطقة غاليسيا، إذ تمتاز بواجهةٍ ببرجين صغيرين، ما يعطيها مظهرًا من زمن غابر، رغم أن النباتات قد بدأت تتسلق جدرانها المهجورة، ما يضيف لمسة سحرية تجذب الزوّار.
تضمّ القلعة خندقًا صغيرًا يحيط بها، وساحة للكروكية أمام الواجهة، ويحيط بها مقاعد مغطاة بالطحالب، كما يوجد بالقرب من القلعة قناة مائية قديمة كانت تُستخدم لنقل المياه العذبة إلى برج سيد ألدان، وهي لا تزال بحالة جيدة، خلافًا لثلاثة مطاحن مائية مجاورة في حالة متدهورة.
وقد جذب هذا المكان المميز انتباه المستكشفين والسياح الباحثين عن تجارب مختلفة، خاصة المهتمين بالسياحة الميتافيزيقية وتصوير الطبيعة.
وبالرغم من انتشاره مؤخرًا على وسائل التواصل الاجتماعي، حافظت الغابة على أجوائها الهادئة والغموض الذي يغلفها، لتكون ملاذًا هادئًا بعيدًا عن ضجيج الحياة الحضرية، حيث يمكن لكل زائر أن يشعر وكأنه في عالم ساحر، بعيدًا عن صخب المدينة.