صحة غزة: الهجمات الإسرائيلية في الساعات الـ24 الماضية قتلت 68 شخصا وأصابت 362 آخرين

logo
منوعات

بـ"دماء الخفافيش".. مغامر إيطالي ينجو من الموت في صحراء المغرب

بـ"دماء الخفافيش".. مغامر إيطالي ينجو من الموت في صحراء المغرب
المغامر الإيطالي ماورو بروسبيريالمصدر: The Guardian
20 ديسمبر 2024، 10:03 ص

في عام 2004، قرر الشرطي الإيطالي ماورو بروسبيري أن يخوض تحدياً شخصياً بمشاركته في "ماراثون الرمال" في جنوب المغرب. السباق الذي يمتد على مسافة 250 كيلومتراً يتطلب من المتسابقين إتمامه خلال ستة أيام وسط ظروف صحراوية قاسية.

منذ طفولته، كان بروسبيري رياضياً متعدد المواهب، حيث مارس الركض، الرماية، وركوب الخيل، وكان جزءاً من الفريق الأولمبي الإيطالي. ورغم تدريبه الشاق، لم يكن يعلم أن مغامرته الصحراوية ستأخذه إلى حدود لا يمكن تصورها.

انطلق الماراثون في 10 أبريل 1994، ومر اليوم الرابع من السباق بشكل اعتيادي. ومع تصاعد العاصفة الرملية في 14 أبريل، تغيّر الوضع تماماً. شهدت درجات الحرارة ارتفاعاً غير مسبوق، حيث بلغت 46 درجة مئوية، ما جعل الوضع أكثر صعوبة.

ماورو بروسبيري في المارثون في صحراء المغرب

ورغم تعليمات المنظمين بالبقاء في أماكنهم أثناء العاصفة الرملية، استمر بروسبيري في الركض متمسكاً بمركزه السابع. وعندما أصبح الوضع لا يُحتمل، اضطر للتوقف والاختباء وراء شجيرة.

وفي صباح اليوم التالي، تفاجأ ماورو بروسبيري باختفاء الطريق وضياع كل آثار البشر حوله. كانت المياه قد نفدت تماماً، لكن على أمل النجاة، بقي يراقب الأفق حتى لمح طائرة مروحية. على الرغم من إطلاقه إشارات للفت الانتباه، مرت المروحية فوقه دون أن تلاحظه.

في حالة من اليأس، تذكر ماورو ما رواه له جده عن كيفية البقاء في الصحراء في مثل هذه الظروف.

فقرر شرب بوله لتلبية حاجاته من السوائل. ورغم الشعور بالغثيان، استمر في محاولاته للبقاء على قيد الحياة، حتى إنه تناول دماء الخفافيش التي عثر عليها في مأواه المؤقت، ليتمكن من البقاء على قيد الحياة.

مأوة ماورو بروسبيري

واصل مارور بروسبيري سيره عبر الصحراء، يتغذى على كل ما يجده من حيوانات وأعشاب. وبعد ثمانية أيام من العزلة، صادف واحة صغيرة تمكن من شرب الماء منها رغم صعوبة بلعه بسبب التسمم الجسدي الذي تعرض له.

وبعد أيام أخرى من السير المتواصل، صادف مارور بروسبيري آثار أقدام بشرية قادته إلى رعاة طوارق، حيث تم نقله لاحقاً إلى المستشفى بعد أن كان يعتقد الجميع أنه توفي. فحص الأطباء حالته الصحية، فتبين أن وزنه لم يتجاوز 43 كيلوجراماً، وأنه يعاني من أضرار في الكبد والكلى نتيجة للجفاف الحاد.

ماورو بروسبيري، عند وصوله إيطاليا

بعد تلقي العلاج في الجزائر لمدة أسبوع، عاد ماورو إلى إيطاليا حيث استقبلته عائلته بحرارة، وأصبحت قصته موضوعاً للعديد من المقابلات الصحفية، ليصبح بطل مغامرة حقيقية وسط صحراء لا ترحم.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC