في تحرك نادر وقوي، وقّع نحو 300 كاتب ناطقين بالفرنسية، من بينهم اثنان من حائزي جائزة نوبل للأدب، آني إرنو، وجان ماري غوستاف لوكليزيو، على بيان جماعي يدين ما وصفوه بـ"الإبادة الجماعية" التي تُرتكب بحق سكان قطاع غزة المحاصر، مطالبين بوقف فوري لإطلاق النار، وضمان الأمن والعدالة للفلسطينيين.
نُشر البيان، يوم الثلاثاء، في صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، حيث شدد الموقعون على أن وصف الجرائم التي ارتُكبت، في 7 أكتوبر 2023، ضد المدنيين الإسرائيليين كجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، لم يعد كافياً، قائلين:"اليوم، من الضروري أن نسمّي ما يحدث في غزة بـالإبادة الجماعية".
وأكد الكتّاب، من بينهم الفائزون بجائزة غونكور، مثل: إيرفيه لو تيلييه، وجيروم فيراري، بالإضافة إلى ليلى سليماني، ومحمد مبوغار سار، على أهمية فرض عقوبات على دولة إسرائيل، وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والسجناء الفلسطينيين المعتقلين تعسفياً، ووضع حد لهذه المأساة التي تتسبب في دمار واسع في غزة.
ويأتي هذا التصريح بعد أكثر من 7 أشهر على هجوم حماس الذي استهدف جنوب إسرائيل، والذي تبعه هجوم إسرائيلي مكثف على قطاع غزة. إذ يستمر القصف الإسرائيلي للقطاع منذ 19 شهراً، وسط معاناة إنسانية ضخمة، حيث تشهد المنطقة حصاراً خانقاً، ونقصاً حاداً في الموارد.
وتشير التقديرات الرسمية إلى مقتل أكثر من 53 ألف فلسطيني، أغلبهم من المدنيين، منذ اندلاع العمليات العسكرية، فيما تجاوز عدد الجرحى 120 ألفاً، إضافة إلى اختطاف مئات الرهائن من قبل حماس، ولا تزال قضية مصيرهم تشكل مصدر قلق دولي.
تجدر الإشارة إلى أن مصطلح "الإبادة الجماعية" يثير جدلاً واسعاً، حيث رفضته إسرائيل بشدة، فيما استخدمته الأمم المتحدة، ومنظمات حقوق الإنسان، وبعض الدول لوصف الأوضاع في غزة، ما يعكس الانقسام العميق حول تفسير هذه الحرب.
وأوضح الكتّاب أن وصف الأحداث بهذا المصطلح ليس مجرد شعار عاطفي، بل محاولة لوضع حد لـ"الرعب" وتقديم صورة واضحة لما يجري، مؤكدين ضرورة التحرك الدولي لوضع حد لمعاناة المدنيين الأبرياء.