قبل طرح النسخة الجديدة من فيلم "Wicked"، راود الكثيرين حلم زيارة عالم أوز الخيالي الذي رسّخ مكانته كواحدة من أشهر أيقونات السينما عبر عقود.
فيلم "ساحر أوز" الصادر عام 1939 لم يكن مجرد عمل سينمائي ناجح، بل شكّل محطة أساسية في ما يُعرف بـ"العصر الذهبي لهوليوود"، وواحدًا من أكثر الأفلام تأثيرًا في تاريخ صناعة السينما.
ويروي الفيلم قصة الفتاة دوروثي غيل، التي تجسدها جودي غارلاند، بعد أن جرفها إعصار من كانساس إلى عالم مليء بالمغامرات، ليبدأ معها إرث سينمائي استثنائي.
لكن ما وراء الكواليس كان يحمل قصصا أخرى، تحوّل معظمها لاحقًا إلى أساطير وشائعات عن أن طاقم العمل كان “ملعونًا”.
المؤرخ وخبير عالم أوز، جون فريك، صاحب عدة مؤلفات مرجعية عن الفيلم، كشف أن جزءًا كبيرًا من هذه الشائعات مبالغ فيه، رغم أن بعض الحوادث التي وقعت خلال التصوير كانت حقيقية بالفعل.
حروق خطيرة أصيبت بها الممثلة مارغريت هاميلتون، التي لعبت دور ساحرة الغرب الشريرة، بعد انفجار أثناء تصوير أحد المشاهد.
كما نُقلت بديلتها بيتي دانكو إلى المستشفى بعد حادث آخر.
وتوقف التصوير بالنسبة للممثل بادي إبسن، أول من جسّد شخصية "رجل الصفيح"، بسبب تفاعل خطير مع مادة الألمنيوم التي كانت جزءًا من المكياج، ما أدى إلى استبداله بممثل آخر.
ويرى فريك أن "90% من التجارب التقنية نجحت وصنعت لنا فيلما خالدا، بينما الـ10% التي فشلت تحوّلت لاحقا إلى أساطير ضخّمها الزمن حتى أصبحت 98% من الرواية المتداولة"، وفق تعبيره.
ورغم دورها المحوري، لم تحصل جودي غارلاند على أجر يوازي زملاءها الرجال.
ووفق صحيفة "لوس أنجلوس تايمز"، بلغ أجرها 500 دولار أسبوعيًا فقط، بينما حصل راي بولجر وجاك هالي على 3000 دولار أسبوعيًا، وبلغ راتب بيرت لار 2500 دولار.
كتاب صدر عام 2017 لطليق غارلاند اتهم عددًا من ممثلي شخصيات "المونشكينز" بالتحرش بها خلال التصوير، لكن المؤرخ فريك يقول إن هذا الادعاء مبالغ فيه.
ويؤكد: "لم يعتدِ أحد على جودي. كل ما حدث أن أحد الممثلين دعاها للعشاء ورفضت. وانتهى الأمر عند هذا الحد".
واحدة من أكبر الشائعات التي لاحقت الفيلم هي ظهور ممثل من "عائلة المونشكين" معلّقًا في خلفية أحد مشاهد الغابة، وتروّج بعض النسخ غير الرسمية للفيلم لهذا الادعاء.
لكن فريك يوضح أن هذا مجرد خرافة: "لا يُعقل أن يُترك شخص معلّقا في موقع التصوير. هذه مبالغة أصبحت جزءا من الروايات المنتشرة على الإنترنت".
رغم كل ما انتشر عن “لعنة فيلم أوز”، يصرّ المؤرخون على أن معظمها قصص مبالغ فيها أو مفبركة، بينما تبقى التفاصيل الحقيقية مجرد جزء من تحديات صناعة فيلم ضخم في ثلاثينيات القرن الماضي.
ويختتم فريك بقوله: "نعيش في زمن يمكن فيه تصديق أي شيء بسهولة، لكن الحقيقة موثّقة.. والفيلم يبقى إنجازا سينمائيا صنعه جهد كبير وليس لعنة".
