تعد تربية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، لا سيما الذين يعانون نوبات غضب شديدة، تجربة مليئة بالتحديات.
وبالنسبة للعديد من الآباء، فإنهم دائمًا ما يكونون مستعدين لحدوث الانفجار العاطفي التالي، في الوقت الذي يحاولون فيه التعامل مع الأثر العاطفي والجسدي المصاحب لهذه النوبات.
ويواجه الآباء الذين لديهم أطفال مصابون بحالات، مثل التوحد أو اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD)، لحظات مرهقة عندما يعاني أطفالهم نوبات الغضب والانفعال.
وعلى عكس نوبات الغضب التي توجه لأهداف محددة، فإن نوبات الانفعال هي ردود فعل عصبية نتيجة للإرهاق الحسي أو الألم العاطفي، مما يجعل الآباء يشعرون بالعجز. يمكن أن تحدث هذه العواصف العاطفية من دون أي تحذير وغالبًا ما تصاحبها مشاعر قوية من الخوف والذنب والعزلة.
بحسب موقع "سيكولوجي توداي"، يصبح الآباء في حالة تأهب دائم، يبحثون عن علامات التصعيد. هذه الحالة من القلق يمكن أن تؤدي إلى إجهاد مزمن، ومشكلات في النوم، ومشاكل هضمية، وعلاقات متوترة مع الشركاء.
ويعاني العديد من الآباء أيضًا مشاعر الغيرة، إذ يرون أسرًا أخرى تنجز حياتها اليومية بسهولة، في حين أن روتينهم اليومي يتطلب تخطيطًا دقيقًا لتجنب الأزمات المحتملة.
العيش في بيئة عالية الضغط يمكن أن يجعل الآباء يشعرون أحيانًا بالخوف من أطفالهم. هذا التناقض العاطفي - حب الطفل والخوف من ردود أفعاله - يخلق صراعًا داخليًا حادًا؛ فبعض الآباء يخافون على سلامتهم الجسدية، ولكن في الغالب يكون الخوف عاطفيًا، ناتجًا عن الحكم الاجتماعي أو مشاعر العجز.
ويتفاقم الأثر النفسي ليصبح حالة من العزلة، إذ يبتعد العديد من الآباء عن المناسبات الاجتماعية لتجنب المحفزات.
وينصح الخبراء الآباء بتقبل تعقيد وضعهم، وأنه لا بأس في الشعور بالإرهاق، فالرحلة ليست سهلة، لكن من خلال الاعتراف بصراعات من دون انتظار أحكام الآخرين، يجد العديد من الآباء الشجاعة للاستمرار.