مصاب بالتوحد.. فتى نيجيري يدخل "غينيس" بهذا العمل الفني (صور)

في مشهد إنساني ملهم تجاوز حدود الفن، تمكّن الفتى النيجيري كاني ياتشوكو تاجبو-أوكيكي، البالغ من العمر 15 عامًا، والمصاب باضطراب طيف التوحد، من دخول موسوعة غينيس العالمية برسمه لأكبر لوحة فنية على قماش في العالم، بلغت مساحتها 12304 أمتار مربعة، أي ما يفوق بكثير مساحة ملعب كرة القدم النموذجي البالغة 7140 مترًا مربعًا.

اللوحة التي رسمها الطفل، وُلدت من رحم التحدّي، إذ حوّل فيها صراعه مع اضطراب التوحد إلى رسالة بصرية ضخمة.

وحملت الألوان شعار الطيف، تحيط بها أيقونات تعبّر عن المشاعر المختلفة، لا عن حالته فحسب، بل عن حال آلاف الأطفال الذين يعيشون في صمت وسط نقص الموارد و"وصمة اجتماعية" لا تزال تلاحقهم في نيجيريا.

ورأى العمل الفني النور في العاصمة النيجيرية أبوجا خلال اليوم العالمي للتوعية بالتوحد في أبريل الماضي، بحيث تم اعتماده رسميًا من قبل موسوعة غينيس للأرقام القياسية.

وبذلك تجاوز كاني الرقم السابق المسجّل باسم عماد صالحي الذي بلغ 9652 مترًا مربعًا وكان قد أُنجز حينها على يد فنان يبلغ من العمر 42 عامًا.

ورغم أن كاني يواجه صعوبة في النطق، فقد اكتفى بالقول: "أشعر بأنني بخير. سعيد. بخير فقط"، وهي كلمات بسيطة تحمل عمقاً هائلاً في معناها، خصوصًا إذا ما وُضعت في سياق ظروفه.

والده عبّر عن مشاعر مختلطة قائلاً لوكالة "أسوشيتد برس": "أن تعيش مع طفل لا تستطيع التحدث معه أو ممارسة الأنشطة اليومية العادية معه، هو أمر مؤلم للغاية". ومع ذلك، لم تتخلَ العائلة عن إيمانها بقدرات ابنها، بل بذلت ما بوسعها لتوفر له الدعم، متحدّية ندرة الإمكانات وغياب الوعي.

وُلد كاني في كندا وانتقل لاحقًا إلى نيجيريا، حيث استثمر موهبته الصامتة في خلق عمل عالمي لم يحمل فقط توقيعه، بل حمل معه صوت آلاف الأطفال الصامتين.