أثارت عملية اختراق بيانات تسجيل دخول المستخدمين عبر غوغل وفيسبوك وآبل وتطبيقات تواصل اجتماعي أخرى، والتي كشف عنها فريق من الباحثين في موقع "سايبر نيوز" المتخصص في الأمن السيبراني قبل أيام، حالة من القلق الواسع بين مستخدمي هذه المنصات حول العالم.
وتعود المخاوف إلى تسريب ما يقرب من 16 مليار كلمة مرور، ما جعل القضية محور نقاش واسع على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة مع تزامن الهجمة مع تصاعد التوترات في المنطقة على خلفية الحرب بين إسرائيل وإيران.
وفي تعليق المهندس وليد حجاج، خبير أمن المعلومات، الملقب إعلاميًا في مصر بـ"صائد الهاكرز"، كشف في تصريحات خاصة لـ "إرم نيوز" عن مخاطر صادمة لعملية اختراق بيانات المستخدمين التي كشفها موقع "سايبر نيوز"، مؤكدًا أنها مثلت هجمة إلكترونية خطيرة للغاية، تحديدًا فيما يتعلق بـ غوغل وآبل، لكونهما يشغلان نظامي أندرويد و آي أو إس، ما يراه سببًا رئيسًا في زيادة مخاوف وقلق المستخدمين في مصر والدول العربية وحول العالم بشأن خصوصية بياناتهم المحفوظة على هواتفهم الخلوية وحواسيبهم الذكية، على حد قوله.
وأشار إلى أن تمكن الهجمة الإلكترونية من كشف 16 مليار كلمة مرور جاء بسبب ضعف تأمين الحسابات من المستخدمين، موضحًا أن الهجمة كانت على حسابات المستخدمين لذات السبب وليس على منصات وتطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي.
وبسؤاله عن الهدف من هجمة اختراق البيانات الأخيرة من وجهة نظره؟ أجاب بالقول: "جمع كلمات المرور الخاصة بالمستخدمين باستخدام الخدمات الموجودة، سعيًا للحصول على كافة البيانات الخاصة بالمستخدمين وليس فقط كلمات مرور الحسابات، بما له من تأثير سلبي على الأفراد فيما يخص تسريب بياناتهم، وصورهم، وكل ما هو محفوظ على هواتفهم الخلوية، لكون البيانات محفوظة على حسابات غوغل أو آبل".
ووجه صائد الهاكرز نصائح للمستخدمين بشأن تأمين خصوصية بياناتهم، وقال إنه من الضروري تقليل الأشخاص نشر المعلومات الشخصية لهم على مواقع التواصل الاجتماعي، موضحًا أن التعرض للاختراق موجود طوال الوقت، ويتوقف على مدى الإدراك الكافي للتعامل مع التكنولوجيا.
كما أكد على أن الذكاء الاصطناعي سهّل من عمليات الاختراقات عن طريق سرعة صناعة المحتوى المزيف الذي يتم استنساخه بدقة متناهية أقرب إلى الخطابات الرسمية لمنصات التواصل الاجتماعي، مشيرًا إلى أن أدوات الذكاء الاصطناعي سهلت من صناعة الخدع التي تُمكن من اختراق الأشخاص، لا سيما وأن أدوات الكشف والتأمين الخاصة بالحسابات تعتمد على الذكاء الاصطناعي.