logo
منوعات

بعد مقتل سناء يوسف.. مؤثرات "تيك توك" يعشن كابوسا في باكستان

بعد مقتل سناء يوسف.. مؤثرات "تيك توك" يعشن كابوسا في باكستان
تعبيرية المصدر: iStock
15 يونيو 2025، 2:14 م

بعد مقتل سناء يوسف، إحدى نجمات منصة "تيك توك" في باكستان، على يد رجل رفضت إقامة علاقة معه، انطلقت موجة من ردود الفعل المتباينة على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد واجهت الفتاة، التي كانت تبلغ من العمر 17 عاماً، تعليقات لاذعة تبرر جريمة قتلها وتلقي عليها اللوم، مما دفع سُنينة بخاري، وهي مؤثرة باكستانية أخرى تملك نحو 88 ألف متابع، إلى التفكير  بالانسحاب من عالم التواصل الاجتماعي.

وقعت الحادثة الأسبوع الماضي في إسلام آباد، عندما أطلق المشتبه به النار على سناء داخل منزلها، بعد ساعات من تحرّشه المستمر. وانهالت التعليقات على أحدث فيديو لها، الذي احتفلت فيه بعيد ميلادها، إذ لم تقتصر الدعوات على التعازي فقط، بل تضمن بعضها اتهامات بأنها "استحقت المصير" بسبب "عدم احترامها".  

أخبار ذات علاقة

الضحية سنا يوسف

القبض على قاتل مؤثرة تيك توك سنا يوسف (فيديو)

وقالت سُنينة بخاري (28 عاماً) لوكالة فرانس برس إن عائلتها لم تكن في البداية تقبل بفكرة أن تصبح مؤثرة رقمية، لكن مع مرور الوقت تمكنت من إقناعهم، رغم السمعة السيئة التي تحيط بمنصة "تيك توك" في باكستان، إذ حُظرت أخيرًا بتهمة "الفجور". وأضافت: "بعد هذه الجريمة الصادمة، لم يعد أحد يشعر بالأمان حتى داخل منزله".

وتشير الإحصائيات إلى أن نسبة حيازة الهواتف الذكية بين النساء في باكستان لا تتجاوز 30%، في حين ترتفع النسبة بين الرجال إلى 58%، وهذا يعود جزئياً إلى أن الأسر تحاول منع النساء من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي خشية أن تؤثر سلبًا في سمعتهن الاجتماعية.

ومع ذلك، تحاول النساء في باكستان استغلال العالم الرقمي لكسر القيود المجتمعية التي يفرضها مجتمع محافظ تتزايد فيه الاتجاهات الدينية المتشددة. فقد أطلقت كثيرات مشاريع رقمية رغم التحديات الكبيرة، في بلد يحتل المرتبة الأخيرة في المساواة بين الجنسين بحسب المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2025.

لكن الثمن كان باهظًا، إذ شهدت الأشهر الماضية عدة حوادث مأساوية، فقد قتل رجال نساء من عائلاتهم بدعوى "حماية الشرف" بسبب مقاطع فيديو على "تيك توك". مثل هذه الجرائم تعيد إلى الأذهان مقتل قنديل بلوش، أشهر مؤثرة باكستانية، التي أطلق شقيقها النار عليها عام 2016 دون أن يشعر بالندم.

وتضاف إلى ذلك المضايقات الإلكترونية الشديدة، والتعليقات المسيئة، بالإضافة إلى خطر اختراق الحسابات وتحريف المحتوى، ما يؤدي إلى ابتزاز أو سرقة الهوية الرقمية للنساء. ووفقًا لمنظمة "ديجيتال رايتس فاونديشن"، فإن هذه الظاهرة تعكس "نقل كراهية المجتمع للنساء إلى الفضاء الرقمي".

أخبار ذات علاقة

الشواطئ السورية

"السياحة السورية" تلزم النساء بارتداء البوركيني في المسابح والشواطئ

 وأفاد رئيس المنظمة، أسامة خلجي، بأن 80% من النساء في باكستان تعرضن لمضايقات في الأماكن العامة، وأن "جميع الباكستانيات خائفات"، سواء على "تيك توك" أو في حسابات خاصة. وعليه، لا تنشر الكثيرات صورهن الشخصية على منصات التواصل، بل يكتفين بصور لأشياء أخرى، حماية لأنفسهن من التعرض للهجوم.

ورغم وجود جهود أمنية، إذ تم توقيف آلاف المتحرشين والمتنمرين إلكترونياً، فإن نسبة الإدانة لا تتجاوز 3%، مما يشير إلى ضعف تطبيق القانون.

وعند توقيف قاتل سناء يوسف، شدد قائد شرطة إسلام آباد على أهمية توجيه رسالة واضحة للمجتمع، داعياً إلى تشجيع النساء اللاتي يرغبن في أن يصبحن مؤثرات، سواء كمهنة أو هواية، ودعمهن بدلًا من التنمر أو العنف. 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC