ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات على دول متواطئة في احتجاز أمريكيين "بشكل غير قانوني"
كشف الفنان التونسي أحمد الحفيان أن السينما تحاكي الإنسان وتعيش لسنوات طويلة مع الجمهور، مؤكدًا أن هذا الفكر الواعي تربى عليه في تونس، وأن السينما ليست للاستهلاك بل لطرح الأفكار ومناقشتها.
وكانت إدارة مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، كرمت الفنان التونسي العالمي أحمد الحفيان، خلال حفل افتتاح الدورة الـ14 قبل أيام قليلة، إلى جانب عرض فيلم "فتوى" من بطولته التمثيلية، وإنتاج عام 2018.
وفي مقابلة خاصة مع "إرم نيوز" تحدث النجم التونسي عن تكريمه في مصر، كاشفًا عن أسباب عدم وجوده بأي أعمال فنية مصرية حتى الآن، وتطرق للحديث عن فيلم "فتوى".
وقال الحفيان إنه يشعر بسعادة كبيرة لتكريمه بمدينة الأقصر، حيث عبق تاريخ الحضارة المصرية القديمة، وشعوره بالفخر والامتنان لدعوته لحضور المهرجان، وفق تعبيره.
وأضاف، أنه لم يُشارك لغاية الآن بأي عمل فني في مصر بسبب غياب العروض التي قُدمت إليه، مبينًا أنه "قد يكون اقتراح العمل في مصر لم يأت بعد، لكن أتمنى أن أحظى بفرص في المستقبل للحضور في مصر، بناء على رغبتي أن يكون حضوري إضافة للعمل الذي أشارك به، وليس مجرد ظهور عابر".
وفيما يتعلق بفيلم "فتوى" قال الفنان إنه تعامل مع المشروع من منطلق محبة ورغبة في التعاون مع المخرج التونسي الكبير محمود بن محمود.
وأضاف "لقد تمنيت التعاون معه، منذ أن شاهدت شريطه السينمائي "عبور" قبل سنوات طويلة، ولم أفصح عن ذلك من قبل، حينما اقترح علي المشاركة في فيلم "الأستاذ" عام 2011، تأثرت للغاية بهذا التعاون المميز الذي جمعني بالمخرج الكبير، وبعرضه مشروع فيلم "فتوى" علي، أحببت الفكرة وتحمست لها للغاية، تيمنًا برسالة الفيلم من منطلق مناهضة الفكر الإرهابي، حيث التيارات الخطيرة التي تهدد السلم الاجتماعي، لأن العنف معضلة كبيرة تنعدم بسببها الحياة ولا يصبح لها معنى، الإرهاب عنف ديني نهانا عنه الشرع".
وأشار الفنان التونسي إلى أن "السينما لها طبيعة تتسم بضرورة أن تكون حية وحقيقية، تحاكي الإنسان وتعيش لسنوات طويلة مع الجمهور، هي المرآة التي نرى أنفسنا ومجتمعاتنا بواسطتها، وبمنزلة العزف على الأحاسيس، من أجل بناء إنسان أفضل على المدى البعيد".
وتابع أن السينما جزء من صناعة الرأي العام بأي مجتمع، والسينما التونسية نقدمها للمواطن في المقام الأول، ونطرح فيها التساؤلات والنقاشات، في سبيل تقديم التوعية للمواطن التونسي وهذا أبرز ما يميز السينما التونسية.
وعن الفكرة المطروحة بالأفلام، بين الحفيان أن الأهم بالنسبة له عقب عرض أي فيلم، النقاش والتساؤلات حول قضية العمل المطروحة، وقال "لقد قدمت مسلسل "المايسترو" بمشاركة الممثلة والصديقة درة زروق في تونس عام 2012، وأثار ضجة في أوساط المسؤولين عن المؤسسات السجنية، إذ ناقش المسلسل مدى تأثير الموسيقى في السجناء، عبر طرح فكرة إعادة تأهيلهم للانخراط مع المجتمع المدني".
وفيما يتعلق بالوعي الثقافي والفكري الذي يملكه أشار الفنان "هذا نتاج اكتساب ثقافتي الكاملة في وطني تونس، حيث تربيت في نوادي السينما، ومشاهدة الأفلام والدخول في نقاشاتها، ما شكل لدي الوعي بأن السينما ليست للاستهلاك بل لطرح الأفكار ومناقشتها فيما يفيد المجتمع في المقام الأول".
وتابع "هذا الفكر تربيت عليه في تونس، وأتمنى أن يكون لي الدور الإسهامي الذي أستطيع رد الجميل لما ربتني عليه بلدي، نحن ممتنون للبيئة التي نشأنا بها، ومن الضروري أن يكون لكل جيل خطواته الإسهامية المكملة لمن سبقوه، والمهيأة لما بعد".
وتمنى الحفيان التوفيق للفنان المصري محمد رمضان بعد أن أعلن الأخير دعمه للتنمية والسياحة التونسية مجانًا عبر تقديم حفلات غنائية قادمة بها.
وأشار "مصر وتونس شعب واحد، وثقافة واحدة، كل عمل إسهامي يقوم به الفنانون بأي دولة يصب في النهاية لمصلحة الجميع. نحن نحارب في مجتمعاتنا التصحر الثقافي بأكثر ما يمكن فعله، لأننا في عصر خطير وصعب".
وفيما يخص مشاريعه الفنية الجديدة بين الحفيان أنه يعيش حاليًا فترة مراجعة فنية، إذ يعمل ممثلًا محترفًا منذ عام 1993، ولم يتوقف حتى الآن.
وختم قائلاً: "لذا قررت التوقف عن العمل لعام واحد فقط، من أجل الراحة والمراجعة، إلى جانب ذلك أخوض مغامرة جديدة بمجال كتابة النصوص والسيناريوهات، أرى أنها ستساعدني على تطوير قدراتي التمثيلية، إذ بدأت في مشروع الكتابة وقطعت شوطًا به".
