"المرصد السوري": استهداف سيارة على طريق مطار حلب الدولي
تعد مدينة الزهراء في إسبانيا، موقعا أثريا مذهلا كان في يوم من الأيام بمثابة مدينة القصر الملكي للخلافة الأموية في قرطبة، خلال القرن العاشر.
وتُظهر مدينة الزهراء عظمة وفخامة العمارة الإسلامية في إسبانيا في العصور الوسطى. وبُنيت هذه المدينة في عام 936، لكنها دمرت في عام 1013، وظلت مدفونة حتى اكتشافها مرة أخرى في عام 1911.
وتمتد المدينة على مساحة 112 هكتارًا، وتم حفر حوالي 10٪ فقط منه، مما يتيح لمحة عن الرفاهية والعبقرية المعمارية للخلافة الأموية في الأندلس.
وتعد مدينة الزهراء رمزًا للتفوق المعماري الإسلامي، حيث تجسد الأسلوب الموريسكي المميز للفترة.
وبحسب خبراء علم الآثار، ضمت المدينة قصورًا فاخرة ومساجد وحدائق ومكاتب إدارية ومساحات سكنية، مما يعكس الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية في ذلك الوقت.
وتعتبر الحدائق السفلية والعلوية من أبرز المعالم في المدينة، إذ تُعد من أوائل الأمثلة على الحدائق الإسلامية المتناظرة في العالم الغربي.
وتم تصميم القصور مع أفنية فاخرة ونقوش رائعة، بينما دمجت المساجد بين الجمال المعماري والعمق الروحي.
وأنظمة إدارة المياه في المدينة، التي تشمل النوافير والقنوات المائية، لم تكن فقط عملية ولكنها أيضًا مثلت قطعا فنية مذهلة، حيث جلبت المياه من مصادر بعيدة لإرواء المدينة.
أما الطرق والمساحات العامة فكانت مخططة بعناية لضمان التنقل السلس والتفاعل الاجتماعي، مما جعل المدينة مركزًا سياسيًّا وثقافيًّا.
وفي عام 2009، تم افتتاح متحف مخصص لمدينة الزهراء بالقرب من الموقع، إذ يمزج بين التصميم العصري والسياق التاريخي، ويتميز بهيكل تحت الأرض يبرز التخطيط الأصلي للمدينة القديمة.
وفاز تصميم المتحف بجائزة "آغا خان" للعمارة في عام 2010 تقديرًا لنهجه المبتكر في الحفاظ على الموقع مع توفير تجربة تعليمية وثقافية.
وأدرجت مدينة الزهراء في قائمة التراث العالمي لليونسكو عام 2018، ما يبرز أهميتها التاريخية والمعمارية.
وفي النهاية، تظل المدينة شاهدًا على تأثير الثقافة الإسلامية في المشهد المعماري في إسبانيا، حيث تقدم لمحة عن الإرث الغني لـ"الأندلس".