إعلام فلسطيني: غارات إسرائيلية متفرقة على قطاع غزة تقتل 13 فلسطينيا خلال الساعات الأخيرة
في عالم يكافح تأثيرات التغير المناخي المتواصلة، تسلط دراسة جديدة الضوء على ارتفاع احتمالية أن تشهد مناطق عديدة من الأرض فترات مطولة من الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية، ما يشكل تحديات كبيرة لبقاء الإنسان على قيد الحياة، حتى بالنسبة لأولئك الشباب والأصحاء.
وتحدد الدراسة، التي نشرتها مجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم وفقًا لـ"واشنطن بوست"، النقاط الساخنة المحتملة لهذه الظروف المناخية، حيث أكدت أنه وبحلول منتصف القرن، يمكن أن تشهد مدينة "لاهور" في باكستان ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من الحرارة والرطوبة التي تهدد البقاء على قيد الحياة، وهي مدة يمكن أن تمتد إلى أشهر في ظل سيناريوهات تغير المناخ الأكثر إثارة للقلق. وبالمثل، قد تعاني مدينة "الحديدة" الساحلية في اليمن من ظروف مناخية قاهرة لمدة شهر أو حتى عام كامل، إذا استمر الاحتباس الحراري بلا هوادة.
وشملت الدراسة مناطق مثل دلهي وهانوي والدمام السعودية ودبي وبندر عباس في إيران، مبينة أن تلك المناطق ستواجه درجات حرارة مرتفعة بشكل متفاوت، اعتمادًا على سيناريوهات الاحتباس الحراري المستقبلية.
المناطق الأكثر تضررًا
كما أبرزت الدراسة التأثير غير المتناسب لتغير المناخ على البلدان التي أسهمت بأقل قدر في إنشائه، موضحة أن المناطق ذات الكثافة السكانية العالية في جنوب وجنوب شرق آسيا وأفريقيا، من المتوقع أن تشهد أسوأ وأطول موجة حرارة، ما يضع هذه المناطق في طليعة التحديات المرتبطة بالمناخ.
وتوسعت الدراسة لتتوقع عدد المرات التي يمكن فيها تجاوز حد الحرارة الحرج في سيناريوهات مناخية مستقبلية مختلفة، مشيرة إلى أنه واعتمادًا على مدى ظاهرة الاحتباس الحراري، يمكن أن تشهد أجزاء من آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا مئات إلى آلاف الساعات سنويًّا من الحرارة غير المسبوقة.
وتخلص الدراسة الى تأكيد الدور الحاسم للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري في إنقاذ الأرواح، حيث تكشف البيانات أن الجهود المتضافرة للتخفيف من تغير المناخ يمكن أن يجنب بعض العواقب الأكثر كارثية.
"قد يؤدي التعرض لفترات طويلة من الحرارة إلى المرض أو الوفاة إذا لم يتمكن الأشخاص من الوصول إلى الظل أو تكييف الهواء أو الماء أو طرق التبريد الأخرى".دراسات
قدرة تحمل جسم الإنسان
واعتمدت الدراسة على الأبحاث السابقة التي تسلط الضوء على قدرة الجسم البشري على تحمل الحرارة والرطوبة، مشيرة الى ان الأجزاء الأكثر سخونة من الأرض قد تجاوزت الحد الذي يتحمله الإنسان؛ ما قد يجعلها "غير صالحة للعيش".
ويكمن خطر ارتفاع درجة حرارة الأرض، بقدرة جسم الإنسان على تبريد نفسه.
وفي دراسة مماثلة نُشرت في سبتمبر الماضي، تم تحديد ما يقرب من 200 محطة أرصاد جوية حول العالم تجاوزت الحد الأقصى في أوقات معينة.
وحتى في مناطق مثل أوروبا وأمريكا الشمالية، حيث لم يعتد الناس على مثل هذه الحرارة الشديدة، ومع عدم وجود بنية تحتية لتكييف الهواء، فإن مثل هذه الأحداث يمكن أن تؤدي إلى اصابات جماعية.
دراسات سابقة
وأكدت دراسة سابقة أن الشباب والأصحاء الذين لم يعتادوا على الرطوبة العالية قد يجدون صعوبة في التكيف مع درجة حرارة منخفضة تصل إلى 31 درجة مئوية (88 درجة فهرنهايت). وفي هذه الظروف، قد يؤدي التعرض لفترات طويلة من الحرارة إلى المرض أو الوفاة في حال لم يتمكن الأشخاص من الوصول إلى الظل أو تكييف الهواء أو الماء.