تنطوي الكوميديا التي يقدمها المسلسل السعودي "يوميات رجل عانس" ضمن الموسم الرمضاني الحالي على الكثير من ملامح الجرأة، من حيث مناقشة مشكلة اجتماعية مسكوت عنها في كثير من البلاد العربية وهي تأخر سن الزواج أو "العنوسة".
وبينما اعتادت الأعمال الدرامية على تناول تلك المشكلة في نسختها النسائية لتبرز معاناة الفتيات العربيات، يذهب المسلسل إلى رصد تأثير الضغوط العائلية والمجتمعية التي يتعرض لها الشاب العربي هو الآخر حين يتأخر به سن الزواج.
يجسد الفنان إبراهيم الحجاج شخصية "عبدالله"، شاب بلغ العقد الثالث من العمر ولا يزال في مرحلة اكتشاف نفسه واستعراض خياراته المستقبلية على الصعيد المهني والعاطفي والاجتماعي، لكنه يصبح بين ليلة وضحاها مطالبا بحسم قرار مصيري مثل الزواج في غضون أيام.
يكتشف "عبدالله" أنه لا المجتمع، ولا عائلته، سوف يتسامحون مع وصوله إلى تلك السن دون زواج، وكأن البعض يتعامل مع عدم الارتباط الرسمي وكأنه بمثابة "وصمة عار".
يعتمد المسلسل في إنتاج المواقف الضاحكة على ما يسمى بـ"كوميديا الموقف" من خلال التناقضات بين الشخصيات والمفارقات الساخرة التي تتوالى بمرور الأحداث، لاسيما أن "عبدالله" يعاني من نقص الخبرة مع الجنس الآخر، فضلاً عن طبيعته الشخصية كشاب خجول، قليل الكلام.
ويعاني البطل من ترشيحات والدته غير الجيدة، فضلاً عن صعوبة إيجاد فتاة مناسبة، فهذه تصغره بفارق عمري كبير، وتلك تصغره بفارق شاسع، كما أن الفتاة التي عاش معها قصة حب بريئة حين كانا طفلين، ترفض الاقتران به بسبب إصابة تلقتها منه قديما، رغم أنه لم يكن يتعمد إيذاءها.
يجرب "عبدالله" نصائح الآخرين بعيدا عن أمه، فيلجأ إلى أصدقائه وأقاربه وزملاء العمل، لكن الموقف يزداد تعقيدا بسبب تناقض النصائح والآراء التي يحصل عليها.
يتجلى هذا التناقض بشكل صارخ حين يشعر البطل بارتياح شديد إلى طبيبة نفسية وهو تطور نادر سرعان ما يتحول إلى ميل وانجذاب، لكن صديقا مقربا منه يحذره من الاقتران بها لأنها سوف تستخدم تخصصها في "كشف خباياه وفضح نواياه".
على العكس من ذلك، فإن صديقه المقرب الآخر يبارك هذا الاختيار، مؤكدا أنه سوف يكون بإمكانها احتواءه وتفهم أزماته ومشاكله.
والمسلسل مأخوذ عن رواية بعنوان "مذكرات رجل سعودي عانس" للكاتب وليد خليل، إخراج عبد الرحمن علي السلمان، ويضم طاقم التمثيل فيصل الدوخي، فاطمة الشريف، نواف الشبيلي، حكيم جمعة، آيدا القصي.