قبل انتشار عصائر الكيل وأطباق بذور الشيا، كانت المطابخ تقدم وجبات غنية بالقيمة الغذائية. واليوم، يعيد اختصاصيو التغذية النظر في هذه الأطعمة الكلاسيكية، مؤكدين أن المنتجات التقليدية قد توفر فوائد صحية أكبر وقيمة أفضل مقارنةً بالـ ”سوبرفودز“ الحديثة.
وبحسب تقرير نشرته منصة (Saga)، قالت اختصاصية التغذية المسجلة أنيماري أبورو ”لا حاجة لإنفاق مبالغ كبيرة على السبيرولينا، الماتشا، أو التوت المستورد. فكثير من الأطعمة التقليدية مغذية جداً وأرخص بكثير".
واستعرض التقرير مجموعة من هذه الأطعمة التي تستحق العودة إلى قوائمنا الغذائية لما لها من قيمة غذائية عالية وفوائد صحية مهمة.
1. الكشمش الأسود: قوة مغذية منسية
غالباً ما يتم تجاهل الكشمش الأسود لصالح التوت الأزرق أو التوت الأحمر المستورد، لكنه يبرز الآن كـ“سوبرفود” محلي قوي.
ووفقاً لاختصاصية التغذية كليمي بيليو-هارفي، يحتوي الكشمش الأسود على فيتامين C أكثر بأربع مرات من البرتقال، وهو غني بمضادات الأكسدة التي تدعم صحة الدماغ والدورة الدموية، كما له خصائص مضادة للالتهابات تجعله مكوناً فعالاً وغير مستغل كفاية في النظام الغذائي اليومي.
2. الكبد: الفيتامينات الطبيعية
كان الكبد غذاءً أساسياً في فترة ما بعد الحرب بسبب التقنين، ويشهد اليوم إحياءً بين خبراء التغذية. وتصفه اختصاصية الطب الغذائي هانا ترويمان بأنه ”واحد من أغنى المصادر للمواد الغذائية الحيوية المتاحة بيولوجياً“، مثل فيتامين A، الحديد، B12، الكولين، والإنزيم المساعد Q10، التي تدعم الطاقة والوظائف الإدراكية والتوازن الهرموني. ويضيف جراح الأسنان الدكتور يوهانس جاكوبس أن للكبد فوائد لصحة الفم من خلال تعزيز إنتاج اللعاب، الذي يحمي مينا الأسنان.
3. الملفوف: الخضراوات المهملة
يحصل الملفوف على اهتمام أقل مقارنة بالكالي الرائج، لكنه يجذب اهتماماً متجدداً لقيمته الغذائية وتكلفته المنخفضة. تقول بيليو-هارفي: ”الملفوف غني بالألياف التي تدعم صحة الجهاز الهضمي وفيتامين K الذي يعزز قوة العظام“. رغم ارتباطه بالوجبات الموسمية، يستحق الملفوف مكانة دائمة في النظام الغذائي.
4. السردين: السمك الصغير ذو الفوائد الكبيرة
في الوقت الذي تهيمن فيه التونة على الأسواق، يقدم السردين بديلاً أقل كلفة وأقل تلوثاً بالزئبق، غني بالأوميغا-3، فيتامين D، الكالسيوم، وB12. وتشير ترويمان إلى أن للسردين فوائد لدعم صحة القلب والدماغ، المناعة والسمع، مع ميزة إضافية في عظامه الصالحة للأكل كمصدر طبيعي للكالسيوم.
5. الشمندر: العجيب القرمزي
يعكس لون الشمندر الأحمر الغني محتواه العالي من مضادات الأكسدة. وتقول بيليو-هارفي: ”هو غني بالنترات التي تحسن تدفق الدم وقد تخفض ضغط الدم“. بالإضافة إلى مضادات الالتهاب والمواد التي تدعم الكبد. الشمندر مصدر جيد للفولات. وتتوفر الفوائد في الشمندر الطازج والمخلل، مع ضرورة التأكد من خلوه من إضافات السكر أو الملح.
6. الشوفان: ملك الإفطار
يبقى الشوفان من أكثر الحبوب تغذية ومتاحة بسهولة، غني بالبيتا-غلوكان التي تساعد على تنظيم الكوليسترول ودعم صحة الأمعاء وتحقيق استقرار مستويات السكر في الدم. وتؤكد ترويمان أن الشوفان متعدد الاستخدامات وكلفته منخفضة ومناسب للبوريدج، والجرانولا، وحتى الحلويات.
7. الشعير: الحبة الخارقة القريبة
غني بالمغنيسيوم والسيلينيوم والفوسفور والحديد. وتقول اختصاصية التغذية لوسي ويليامسون "كان الشعير يعد حبة خارقة قبل دخول الكينوا إلى المشهد. ويُستخدم بسهولة كبديل للأرز ويضفي نكهة جوزية مميزة في الشوربات.
8. الجرجير: السوبرجرين الأصلي
كان الجرجير يُجمع طبيعياً من الأنهار النظيفة، ويستعيد مكانته كـ“سوبرجرين“ محلي. يحتوي الجرجير على فيتامين C أكثر من البرتقال، والكالسيوم أكثر من الحليب، بالإضافة إلى فيتامين A والحديد. كما يحتوي على نسبة عالية من البوليفينولات التي تدعم صحة الأمعاء بشكل كبير.
9. التفاح: الدواء اليومي
غالباً ما يُستهان بالتفاح رغم رخص ثمنه وتوفره الواسع، إلا أنه من أغنى الفواكه بالعناصر الغذائية. وتشير ترويمان إلى أن قشرته تحتوي على مضادات أكسدة قوية مثل البوليفينولات والكيرسيتين، بالإضافة إلى ألياف البكتين التي تعزز صحة الأمعاء وتقلل الالتهابات. ويشير الدكتور جاكوبس إلى أن قوام التفاح يساعد في تنظيف الأسنان، خصوصاً في المناطق التي يصعب الوصول إليها بالفرشاة.
إعادة إحياء التقاليد في النظام الغذائي الحديث
يشير الخبراء إلى أنه لا حاجة للتخلي عن الاتجاهات الصحية الحديثة، بل يمكن دمج القديم والجديد. وتقول بيليو-هارفي ”جرب إضافة الكشمش الأسود إلى العصائر، أو اخلط كميات صغيرة من الكبد في طبق الدجاج المشوي“.
ومن خلال العودة إلى المنتجات التقليدية، يمكن للمستهلكين تحسين صحتهم، تقليل تكاليف الطعام، وإعادة الاتصال بالتراث الغذائي دون الحاجة إلى المنتجات الغريبة المستوردة.