كشفت أبحاث جديدة أن البطاطا، واحدة من أشهر مصادر الكربوهيدرات في العالم، نشأت من حدث تزاوج نادر بين أسلاف الطماطم البرية ونوع يشبه البطاطا منذ حوالي 8 إلى 9 ملايين سنة.
وأدى هذا التزاوج إلى نشوء السلالة المعروفة باسم "بيتوتا"، التي تشمل البطاطا المزروعة (Solanum tuberosum) و107 أنواع برية من البطاطا.
وقاد الدراسة علماء نباتات منهم ساندرا ناب من المتحف الطبيعي في لندن وسانوين هوانغ من الأكاديمية الصينية للعلوم الزراعية، بهدف توضيح العلاقات التطورية بين 3 سلالات نباتية قريبة.
وتلك السلالات هي الطماطم (بما فيها الطماطم الشائعة مع 17 نوعًا)، وإيتوبيروسوم (3 أنواع برية في أمريكا الجنوبية)، وبيتوتا (البطاطا).
وباستخدام تحليلات جينية متقدمة على 128 نوعًا من هذه المجموعات، اكتشف الباحثون أن جينات بيتوتا عبارة عن مزيج وراثي من الأسلاف في الطماطم وإيتوبيروسوم.
وسمح هذا التزاوج بظهور الدرنيات، وهي أعضاء تخزين تحت الأرض تساعد النباتات على تخزين الماء والمغذيات.
ومن المثير أن أسلاف الطماطم وإيتوبيروسوم لم تكن لديهم هذه الدرنيات، وظهرت فقط في نسختهم الهجينة.
وشملت الجينات الرئيسة التي حددها الباحثون (SP6A) من سلالة الطماطم، والذي ينظم توقيت تكوين الدرنيات، و(IT1) من جانب إيتوبيروسوم، وهو مرتبط بتكوين الدرنيات.
وأتاح هذا الابتكار التطوري لنباتات البطاطا التكيف مع جبال الأنديز التي كانت ترتفع بسرعة، حيث ازدهرت في البيئات الباردة والجافة بفضل قدرتها على تخزين المغذيات.
وساعد ظهور الدرنيات البطاطا على التوسع الجغرافي، ومنعها من التزاوج مرة أخرى مع السلالات الأصلية، مما ساهم في تنويع أنواع البطاطا.
ونشرت النتائج في مجلة (Cell)، وحلت أخيرًا لغز أصل البطاطا، مؤكدة كيف يمكن للتزاوج بين الأنواع أن يولد صفات جديدة مهمة للنباتات ويساهم في التنوع البيولوجي والزراعة.
