بشهادة أكثر النقاد الموسيقيين موضوعية وإنصافًا، تعد شيرين عبد الوهاب أحد أبرز الأصوات النسائية التي شهدتها مصر والعالم العربي منذ بدء الألفية الجديدة؛ نظرًا لما تتمتع به حنجرتها الذهبية من موهبة استثنائية عنوانها العريض جمال النبرة وعمق الشجن ورهافة الإحساس.
وبقدر ما أبهرت المطربة التي يحل اليوم 8 أكتوبر عيد ميلادها الـ 44، جمهورها من المحيط إلى الخليج، بروائع العشق على إيقاعات راقصة مبهجة، بقدر ما تحولت في السنوات الأخيرة إلى منصة لتصدير الأزمات؛ بسبب حياتها الشخصية المضطربة والأجواء السامة التي تعيشها على المستوى العاطفي.
وُلدت شيرين في حي شعبي عريق بالقاهرة هو "حي القلعة" الذي تشربت فيه قيم الأصالة والشهامة والكرم. وانتشرت لها مقاطع فيديو وهى تؤدي فقرات غنائية في سن الطفولة، بعدد من الأعراس في الحي.
التقط موهبتها الغنائية الفذة مدرس الموسيقى بمدرستها، حيث انبهر بأدائها المدهش رغم حداثة سنِّها، وأقنع والدتها بأن تبعث بها إلى دار الأوبرا المصرية، ليستمع إليها الموسيقار سليم سحاب، قائد الأوركسترا، وهو ما تم بالفعل والتحقت بكورال الأوبرا.
جاءت بدايتها مع مشوار الاحتراف على يد المنتج الموسيقي المعروف نصر محروس، الذي قدمها في ديو غنائي مع محمد محيي في أغنية "بحبك"، وهى التجربة التي حققت نجاحًا وكانت بداية مبشرة للغاية.
وعاد محروس وأنتج لها ألبوم "فري ميكس 3" في العام 2002 بالتعاون مع المطرب الصاعد وقتها تامر حسني، ونجح الألبوم نجاحًا مدويًا حتى قيل إن مبيعاته كسرت حاجز الـ 20 مليون نسخة.
وتكرّس هذا النجاح بصدور ألبومها الشهير "جرح تاني"، لكنها اختلفت مع محروس لاحقًا حين اكتشفت أنها وقعت معه عقد احتكار وصفته بـ " الجائر"، والذي كان يمنعها من انتاج أي شيء إلا بموافقته ولصالحه لمدة 10 سنوات.
كانت تلك الأزمة الأولى، لكنها لن تكون الأخيرة وإنما فقط مجرد بداية. تدخلت شركة "روتانا" لدى نصر محروس، ودفعت له قيمة الشرط الجزائي الضخم ليفسخ تعاقده مع شيرين، ووقعت الشركة معها.
لكن الأمور بينهما سرعان ما اتجهت نحو أعنف أزمة غنائية، بين نجمة محبوبة وشركة إنتاج شهيرة في العالم العربي، لنفس السبب وهو "بنود الاحتكار".
وبينما وصلت الأزمة إلى ساحات القضاء وسط تبادل الاتهامات بين الطرفين، عانت شيرين من أزمات عاطفية وشخصية متلاحقة، أشهرها مع طليقها الفنان حسام حبيب وشقيقها الأصغر، أدت بها إلى موجات من الاكتئاب والعزلة والقلق على حياتها، لاسيما في ظل انتشار مقاطع فيديو تخرج فيها المطربة المتربعة على القلوب عن شعورها، في نوبات غضب هستيري.
وكأن تلك الأزمات لا تكفي، فتزيد شيرين عبد الوهاب الطين بلة عبر تصريحات تشعل الأجواء بين الحين والآخر وتخلق ما اعتبره كثيرون "أزمات مجانية إضافية" لا داع لها.
ومن أبرز تلك الأزمات تعليقها الساخر بأن شرب مياه النيل يصيب بالأمراض نتيجة التلوث، فضلًا عن تصريحها بأن على النساء أن يرفعن الراية البيضاء أمام الرجال، ويعترفن أنهن لا يستطعن الاستغناء عنهم.
وانفجرت الأزمة حين دشنت بعض دعاة النسوية وسم "اخرسي يا شيرين"، ردًا على تصريحاتها التي أدلت بها على هامش حفل أحيته بموسم الرياض، فإذا بالمطربة الشهيرة تصف منتقداتها بأنهن "حفنة من العوانس".
ومؤخرًا، أطلقت شيرين عبد الوهاب ألبومها الجديد "عودتني الدنيا" الذي تفاعل معه الجمهور بقوة عبر المنصات الجديدة التي استحدثتها، كما تستعد لإحياء حفل كبير في دبي قريبًا، فهل تغلق صفحة الأزمات وتستعيد رونقها القديم؟