قوة إسرائيلية خاصة تقتل مسؤولاً في الجبهة الشعبية بعد تسللها لدير البلح وسط غزة

logo
منوعات

خليل الجديلي.. غواص في بحر غزة "بلا قدمين"

خليل الجديلي.. غواص في بحر غزة "بلا قدمين"
24 أكتوبر 2021، 8:47 ص

على الرغم من فقده قدميه في يناير/كانون الثاني العام 2009، خلال الحرب الإسرائيلية، آنذاك، على قطاع غزة، إلا أن إرادة الشاب خليل عامر الجديلي البالغ من العمر 28 عاما، جعلت منه غواصا ماهرا في أعماق البحر، دون النظر إلى إعاقته.

وكان خليل طالبا في الأول الثاني عندما اضطر الأطباء لبتر قدميه، وتلك لحظة ما زال يتذكرها حتى اليوم، بالقول: "لو فقدت ساعة يد سوف تحزن فما بالك بجسمك، ولكن الحمد لله بدأنا نتكيف مع الواقع، كنت أذهب للمدرسة على قدمي وبعدها أصبحت بكرسي متحرك".


0faa922d-5f84-41dd-9cce-1254d8740c77



ورغم أن خليل فقد قدميه، لكنه لم يفقد حبه وشغفه في الحياة، ووجد في رياضة الغوص علاجا لحالته النفسية، حتى اعتبرها أنها "أقرب للعلاج النفسي من الرياضة"، مبينا أنه يجد فيها راحة كبيرة.

ويضيف: "بينما أكون أحيانا أفكر في ضغوط الحياة ومشاكلها، ولكن بمجرد أن أبدأ الغطس في المياه أشاهد عالما آخر مختلفا كليا عن الأرض".

وتعرّف الشاب خليل على رياضة الغوص أثناء رحلة علاج في دولة الإمارات العربية، العام 2010، وعلى الرغم من تردده في البداية إلا أنه أصر على التحدي والمغامرة، رغم أنه لم يكن يستطيع السباحة حتى قبل أن يفقد قدميه، حيث بدأ يتعلم السباحة في برك صغيرة وتدرّج في الأمر حتى وصل إلى الغوص إلى أكثر من 10 أمتار.


d9c58d05-7df0-450b-852c-09ead3346a14



ويتابع الشاب الغزي: "نزلت أول مرة في المياه، فكان شعورا رائعا جدا أن تتعرف على شيء وأنت غير مهيأ له، ومن وقتها أصبحت رياضة السباحة والغوص جزءا أساسيا في حياتي".

ويؤكد خليل أن هذه التجربة كانت الدافع الكبير لإصراره على اكتشاف المزيد، وقراءته الكثير من كتب السباحة والغوص، والتحاقه بدورات مكثفة حول الغوص، حتى أصبح لديه رؤية واضحة حوله، وشغف كبير للاستمرار في ذات الطريق.

ويذهب خليل ثلاث مرات أسبوعيا للسباحة في بحر غزة برفقة أصدقائه، وسط نظرات الإعجاب وأحيانا الاستغراب من الناس، مضيفا: "شخص من ذوي الإعاقة كيف يسبح بالبحر ويمارس حياته الطبيعية، ولكن كل شخص لديه طاقة وقوة كامنة يستطيع أن يخرجها في أي وقت".

ويعيش خليل في بيته في البريج وسط قطاع غزة، مع زوجته وطفليهما، فيما يواصل بحثه باستمرار عن عمل ولكنه لا يجد.

ويتقاضى الشاب خليل راتبا شهريا من السلطة الفلسطينية يقدر بـ300 دولار شهريا، لكنه مازال يحلم أن يجعل الغوص مصدرا لرزقه، وأن يدرب آخرين على الرياضة التي يحبها، ولكن قلة الإمكانيات تقف عائقا أمام هذا الحلم.


858d19fe-97cc-4213-9843-8f01cfdc1b9b



ووجّه خليل رسالة لمن لديهم أحكام مسبقة على الأشخاص ذوي الإعاقة، بالقول: "نحن نستطيع أن نصنع كل شيء ولا يوجد شيء يوقفنا".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC