رئيس وزراء أستراليا: الحكومة ستتبنى إصلاحات للقضاء على الكراهية والتطرف
"هذه سيرة حياة الملكة إليزابيث الثانية، أطول عهود الحكم في التاريخ البريطاني، والتي ربما تكون آخر ملكة في تاريخ إنجلترا".
بهذه الجملة المثيرة، يستهل "كليف إيرفنغ"، الصحفي البريطاني المتخصص بتاريخ العائلة المالكة، كتابه الوثائقي المقرر أن يصدر في الخامس من الشهر القادم، تحت عنوان "آخر الملكات: معركة إليزابيث الثانية.. سبعون عاما لإنقاذ عائلة وندسور... 3 عقود صعبة قادمة".
الجديد الملفت في هذه السيرة التي يكتبها مدير التحرير السابق لصحيفة "صنداي تايمز " البريطانية، والمحرر حاليا في موقع "ديلي بيست" الأمريكي، هو قناعته أن الملكة إليزابيث الثانية التي أمضت سبعة عقود وهي تحاول أن تحمي العرش من المستجدات الكثيرة العاصفة، لم يعد لديها شخصيا ما تفعله لضمان أن يجتاز العرش فترة الاختبار القوية التي تنتظره خلال العقدين أو الثلاثة القادمة.
ففي مقابلة مع مجلة "غلامور" الأمريكية عن السبب الذي جعله يتشكك بأن إليزابيث الثانية ستكون آخر ملوك بريطانيا، قال إيرفنغ إن هذا الموضوع هو مفتاح الرؤية الصعبة.
ويضيف: "أشعر بأن إنجلترا كان لها في تاريخها ثلاث ملكات عظيمات: إليزابيث الأولى وفيكتوريا وإليزابيث الثانية. وبالنظر إلى مستقبل النظام الملكي وموقع عائلة وندسور، فإنك لا تستطيع أن تتجاهل أن خط الخلافة ذكوري. كما أنك ستتيقن من أن مستقبل النظام الملكي نفسه سيتقرر خلال العقود الثلاثة أو الأربعة القادمة، وسيعتمد ذلك على طبيعة تقبل الناس وما إذا كانوا يشعرون أن هذا النظام مناسب لحياتهم بعد الآن.
ويتوسع إيرفنغ بمديح الملكة إليزابيث الثانية ووصفها أنها امرأة مميزة وفريدة من نوعها، وأنها ملكة يستحيل تكرارها. "لديها إحساس قوي بالمسؤولية لا أرى أي شخص آخر يمكن أن يؤدي مهامه بنفس الطريقة، بمن فيهم ابنها تشارلز".
ويضيف المؤلف: "نحن لا نعرف شيئا تقريبا عن الحياة الداخلية للملكة، بينما نعرف الكثير عن الحياة الداخلية لتشارلز. من المحتمل أن تكون آخر ملكة، في وقت يصعب فيه معرفة ما سيحدث في المستقبل".
و يعرض كتاب إيرفنغ كيف أن "مستشاري الملكة إليزابيث الثانية الذين خدموها لم يساعدوها"، وأن عهدها طالما كان محاصرا بالأسرار العائلية التي يصعب اختراقها في ظل تنافس فرعين من السلالة الملكية على النفوذ.
كما تعرض السيرة جوانب مما وصفها المؤلف بأنها أوقات حرجة كانت تهدد العائلة لكنها تجاوزتها، من ذلك قصة الأميرة ديانا وأيضا الأشهر الـ 18 التي أعقبت انسحاب الأمير أندرو من الحياة العامة، العام الماضي، وتلاها تنحي الأمير هاري وميغان ماركل عن منصبهما، في مارس / آذار الماضي.
وسألته مجلة "غلامور" عن انطباعاته الشخصية بشأن الحلقة القريبة من الملكة، فقال: يبدو لي تشارلز رجعيا بشكل غريب، فيما زوجته كاميلا لا تتعامل مع أي شخص. وفي المقابل وليام وكيت جميلان للغاية وقد نجحا في التكيف مع ضغوط التقاليد الملكية.
وأضاف: لا أفهم العداء تجاه ميغان ماركل. إنها وقرينها زوجان ناجحان للغاية، لكن العالم يتوقع أن يكون هاري وويليام متماثلين؛ لأنهما أولاد ديانا.
سرّ شخصية ديانا
وعن رأيه في الذي جعل ديانا أشهر امرأة في العالم، قال إيرفنغ أن سبب ذلك هو قدرتها على تصوير نفسها بأنها كانت الضحية. كانت بالتأكيد ضحية زواج مفتعل وغير مناسب.. كانت تعتقد أن تشارلز يحبها، لكن من الواضح أنه لم يكن كذلك أبدا. كان عليها أن تقبل دور الزوجة الراضية التي "لا تمانع في الارتباط بثلاثة أشخاص". لكنها لم تفعل، "أظهرت قوة شخصية أكبر بكثير من أي فرد في العائلة المالكة"، كما قال.
استبعاد اللجوء لقانون الوصاية
ويكشف المؤلف عن احتمال أن تلجأ الملكة إليزابيث الثانية في شهر أبريل القادم، عندما تبلغ 95 سنة، إلى تطبيق قانون الوصاية The Regency Act، بالتنازل عن العرش بداعي العجز أو غيره. لكنه يستبعد هذه الشائعة تماما؛ لأن الملكة بصحة جيدة، ثم لأن طبعها الشخصي يجعلها تستمر بالعمل الذي يرضيها ما دامت قادرة على ذلك.
ويستذكر المؤلف أن الملكة إليزابيث الثانية عملت مع 14 رئيس وزراء، وبطريقة نجحت فيها أن تديم العرش في معركة دامت 70 سنة، ولم تكن سهلة، كما قال.