بدأ "فن الشارع" في تونس يجد صدى لا سيما لدى الفنانين الشبان الذين وجدوا فيه متنفسا لهم في غياب التشجيع من الدولة وفتح الفضاءات الثقافية العامة أمامهم، غير أن ممارسي هذا الفن يواجهون صعوبات جمة في إيصال رسائلهم وممارسة نشاطهم.
الفنان أيمن الشايبي قال لـ "إرم نيوز" إن من أسباب انتشار فن الشارع أن الفنان لم يجد حظه في الفضاءات التي تخصصها الدولة لممارسة الأنشطة الفنية كدور الثقافة والشباب ومن ثم يسعى إلى إفراغ تلك الطاقة في الشارع ويغني حتى يصل صوته إلى الجمهور".
أما ياسين السويسي، وهو من ممارسي فن الشارع، رأى أن هناك أسبابا مادية ومعنوية ونفسية؛ فالفنان لا يملك كثيرا من المال حتى يقوم بعروض في فضاءات مهيأة ويشارك في المهرجانات لذلك يلجأ إلى الشارع ويعزف ويخاطب الناس بالموسيقى وبذلك يحقق لذاته نوعا من الراحة النفسية"، وفق تعبيره.
https://drive.google.com/file/d/1HgvyE0H44rs5tyVp_YOlaXJwxXqR9C9B/view?fbclid=IwAR3KC_WE2hy4Lbt3msyM0oV3FNaCK7Lo0q_iPVYEan7Cfi0jn7xHgGC8JJQ
وعلق الفنان محمد علي الحامدي بأن "هذه الظاهرة يجب أن تكون حاضرة في تونس لأن تونس تحتاج الفن والاهتمام به بعد أن تركز الاهتمام على السياسة وعلى الرياضة وإن كانت السياسة والرياضة من الفن لكن موسيقى الشارع أيضا فن اشتغل عليها كثيرون منهم أنيس علوي ثم جاءت من بعده مجموعات أخرى" بحسب قوله.
واعتبر أيمن الشايبي انّ "الغاية هي إيصال صوت الفنان إلى المجتمع والمسؤولين وإيصال رسالة سياسية أيضا إلى الشعب الذي لا يفهم أحيانا الخطاب السياسي فنخاطبه بالموسيقى وننقد أيضا بالموسيقى".
وقال ياسين السويسي إن الغاية مادية وأن أي موسيقي كبير يمر بضائقة مالية يضطر إلى موسيقى الشارع"، أمّا محمد علي الحامدي فاعتبر أن "الرسالة هي نشر الفن والارتقاء بالمجتمع وتغيير العقليات وتحسين الوضع في البلاد" وفق قوله.
ورغم المتعة التي يجدها الفنانون الشبان في إفراغ هذه الطاقة وتبليغ رسائلهم الفنية إلى الجمهور الذي يقف ويستمع إليهم فإنهم يواجهون صعوبات كبيرة في استغلال هذا الفضاء الذي يبدو في ظاهره متاحا للجميع، حيث يتعرضون لملاحقات أمنية وتمنعهم الشرطة من إقامة الحفلات بدعوى أنه ليس لديهم ترخيص في ذلك وأن عليهم دفع مقابل مادي لاستغلال الشارع كفضاء للفن.
وحذر ياسين السويسي من أن كثيرا من الفنانين الذين بدأوا بفن الشارع اعتزلوا هذا النمط بسبب الملاحقات الأمنية وبسبب تدخلات أطراف متطرفة تمنعهم من ممارسة الفن في الفضاءات العامة بدعوى أنه حرام وأن ما يأتونه فسق وفجور" بحسب تعبيره.
وقال محمد علي الحامدي إنّ "الشرطة تعتبر هذا النوع من الفن من أصناف التسول وتطالبنا برخصة لممارسته" مؤكدا أنه "لإعادة الاعتبار للموسيقى نطالب الدولة بتخصيص فضاءات لممارسة الموسيقى لأنّه بالفن ترتقي الشعوب ويعلو صيتها في العالم"، وفق قوله.
